أفادت مصادر حكومية أن وزارة الخارجية الجزائرية راسلت، بشكل رسمي، عددا من الحكومات الغربية (الأوروبية) تطالبها بوقف التأشير بعبارة ''مرفوض'' على جوازات سفر الجزائريين الذين ترفض ملفات طلبهم ل''الفيزا''. ووصفت الخارجية الجزائرية تحميل جوازات الجزائريين بهذه العبارة ب''أمر مهين وغير لائق''. كشفت نفس المصادر ل''الخبر'' أن وزارة الخارجية الجزائرية، عبر الوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية في المهجر، وجهت، منتصف الأسبوع الماضي، بشكل رسمي، مراسلات لعدد من العواصمالغربية ''تحتج'' فيها على ''الإهانة'' التي يتعرض لها جزائريون ممن ترفض ملفات طلباتهم للتأشيرة في عدد من السفارات الأوروبية المتواجدة بالجزائر. وعادة ما ترفق السفارات الغربية عبارة ''مرفوض'' على سطح الورقة المفترضة للتأشيرة في جواز السفر في حالة رفض الملف. وأفيد من المصادر ذاتها أن الحكومة الجزائرية تشتغل على الملف إلى غاية سحب السفارات الغربية لهذا ''الإجراء المهين''. واللافت أن عدد الجزائريين الذين ترفض طلباتهم على التأشيرة يمثل أضعاف الملفات المقبولة. ولا تستثني السفارات الغربية أي فئة من الجزائريين في طباعة عبارة ''مرفوض''، ما يسبب إحراجا للكثيرين في حالة إعادة تقديم ملف أمام نفس السفارة أو غيرها. وترى الحكومة الجزائرية أن الإجراء ''مهين وغير لائق''، في وقت يضطر كل طالب لتأشيرة فضاء ''تشنغن''، لدفع نفقات الشؤون القنصلية المتعلقة بالتأشيرات، تقارب ثمانين أورو، وهي نفقات غير قابلة للتعويض سواء جاء رد المصلحة بالإيجاب أو بالسلب، يضاف إلى ذلك عدم تبرير أسباب الرفض في الحالات المتعلقة بالملفات غير المقبولة. وعلمت ''الخبر'' أن الوزارة المنتدبة للجالية، بالتنسيق مع وزارة الخارجية، قررت فتح عدة ملفات تتصل بالتعاملات القنصلية لسفارات غربية في الجزائر، بداية من ''النشاط غير المفهوم'' لوكالات خاصة تودع عبرها ملفات التأشيرات. وتقول الحكومة إن موقع هذه المؤسسات الخاصة من القانون غير واضح المعالم. وانتقلت بذلك وزارة الخارجية بملف ''الاحتجاج'' من اللقاءات الثنائية التي جرت بين مسؤولين جزائريين في السلك الدبلوماسي وسفراء أجانب، مثلما برز ذلك بشكل جلي في لقاء وحيد جرى بين كاتب الدولة للجالية، حليم بن عطالله، والسفير الإسباني، إلى ضرورة عدم ممارسة وضع عبارة ''تأشيرة مرفوضة'' على جوازات السفر الجزائرية، مثلما تطالب به الخارجية بصفة رسمية. وتشير أرقام رسمية إلى أن قنصليتي فرنسا في عنابةوالجزائر العاصمة، على التوالي، تحتلان المرتبتين الأولى والثانية من حيث عدد الملفات المرفوضة عالميا، مقارنة بقنصليات فرنسا في جميع دول العالم، وتصل النسبة إلى 35 بالمائة من الملفات التي تستقبلها القنصليات، وهي من أعلى النسب في العالم، حيث تبلغ نسبة الرفض لدى السفارات الفرنسية في الدول الأخرى أقل من 9,8 بالمائة فقط. واشتكى جزائريون من طالبي التأشيرة السياحية وحتى من رجال الأعمال الذين يطلبون تأشيرة ''أعمال'' من إضافة عبارة ''تأشيرة مرفوضة'' على جوازات السفر، ما كان مبررا في مواصلة قنصليات أخرى رفض طلبات التأشيرة. وتقول المصادر ذاتها إنه ''للقنصليات الغربية الحرية في منح أو رفض التأشيرات، لكن ليس من حقها تحميل رمز سيادة (جواز السفر) بعبارات مهينة لا تليق بكرامة الجزائريين''.