ضاع عدد معتبر من جوازات سفر الحج المقررة ضمن حصة الجزائر البالغة 36 ألفا، بسبب تأخر المسؤولين وذوي المناصب العليا في الدولة في منحها للمستفيدين منها، حيث أكد مصدر مقرب من ملف الحج أن ما لا يقل عن 1000 جواز تضيع هباء منثورا كل سنة بعد انتهاء آجال منح التأشيرة. * * 2000 جواز حج تقتطع من 36 ألفا لكبار المسؤولين والوزراء * * شهد المكتب التابع لوزارة الداخلية الكائن مقره بشارع باستور مقابل قاعة ابن خلدون بالعاصمة، خلال الأيام الأخيرة، تجمع عدد كبير من المواطنين الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن ومعهم جوازات سفر الحج التي أهداها إياهم مسؤولون، ومنهم حتى من يكون قد اشتراها مقابل المال حسب بعض الشهادات، بهدف الحصول على تأشيرة الحج، مثلما هو معمول به بالنسبة لجوازات الحجاج النظاميين، لكنهم اصطدموا بفوات الأوان، حيث أعلم هؤلاء بأن وقت منح التأشيرات من قبل سفارة العربية السعودية قد فات. * ويرجع سبب ضياع جزء معتبر من حصة الجزائر من تأشيرات الحج رغم الطلب عليها، إلى تخصيص جزء من الجوازات النظامية للمجاملات والهدايا التي تمنحها الدولة للإطارات السامية والجيش والوزراء ومسؤولي الهيآت الرسمية والولاة، وهي حصة تقدر بنحو 2000 جواز كل سنة، حسب بعض المصادر، ويقوم هؤلاء بدورهم بتوزيعها على الأهل والأقارب والمعارف، وتنتهي في بعض الأحيان من يد إلى أخرى إلى أن تبلغ من يتاجر بها ويقبض مقابلها مبلغا من المال قد يكون بسيطا أو معتبرا بحسب العرض والطلب. * وحسب ما جمعناه من معلومات حول الموضوع فإن "الكوطات" من جوازات الحج معلومة لدى وزارة الداخلية، المسؤولة على هذا الشق من ترتيبات الحج، فهي الجهة المخولة في التصرف بالجوازات دون غيرها من الوزارات المشاركة في ملف الحج، تماما مثلما تختص وزارة الصحة بالناحية الطبية العلاجية ووزارة النقل بنقل الحجاج عن طريق الجوية الجزائرية، حيث تتراوح حصة الوزراء المشاركون في ملف الحج 5 جوازات لكل واحد و2 للوزراء خارج ملف الحج، كما تخصص حصة بين 2 إلى 5 جوازات للمسؤولين العسكريين والولاة كل باسمه، و12 جوازا ترسلها الحكومة للمركزية النقابية وقس على ذلك، إذ تبلغ الكرامات بجوازات الحج كل هيآت الدولة من هرمها إلى قاعدتها مع الاختلاف في العدد الممنوح. * فإذا كان الحصول على جواز حج يعتبر أمنية غالية للمواطن الذي يعقد النية للحج ولا يسعفه الحظ بالفوز في القرعة، فإن توفر هذا الجواز بعد فوات الأوان هو ما يكبد هؤلاء المواطنين العذاب النفسي والمعنوي، خاصة وأن الطمع في أداء الحج يظل قائما إلى غاية سفر آخر فوج من الحجاج باتجاه البقاع المقدسة، إضافة إلى أن "الفائزين" بمثل هذه الجوازات يتبعون كل الإجراءات التي يقوم بها الحاج مع البعثة من التطعيم ودفع تكاليف الحج والطائرة لدى البنك، ليفتح عليه باب من المشقة عندما يكون بصدد استرجاع أمواله من البنك عندما يخيب الأمل في أداء مناسك الحج.