دعت الأستاذة ليلى بن عمارة بن منصور إلى ضرورة التفكير في وضع نصب تذكاري بالجزائر العاصمة، يليق بمقام أول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. لم تختلف فعاليات الندوة الخاصة بالذكرى الخامسة والعشرين لرحيل فرحات عباس، والتي نظمتها جمعية مشعل الشهيد أمس، بمقر يومية المجاهد بالجزائر العاصمة، عن نظيراتها في السنوات الماضية، حيث عاد الحديث عن نضال الرجل والوقوف عند ضرورة العودة لأفكاره، مع التركيز على ما ورد في كتابه المنشور حديثا بعنوان ''غدا يطلع النهار''. وبالمناسبة، قال المؤرخ محمد القورصو إن فرحات عباس لا يزال ضحية مغالطات كثيرة، نتجت عن خلافات سياسية شكلت صورة سلبية عنه. ونتجت هذه المغالطات، حسب القورصو، عن منهج التدريس المتبع حاليا، والذي يقف عند مقولة ''فرنسا هي أنا'' التي رددها فرحات عباس سنة 1936، وما نتج عنها من رد ''تهجمي'' من قبل الشيخ عبد الحميد ابن باديس. وأوضح المحاضر أن العلاقة بين الشيخ ابن باديس وفرحات عباس لم تتدهور رغم هذا الخلاف، لكن النتيجة كانت سلبية بالنسبة لمسار عباس، مضيفا أن العلاقة بين الرجلين ظلت مستمرة، ولم تحدث القطيعة بين قطبي الوطنية الجزائرية، بدليل أنهما حضرا جنبا إلى جنب فعاليات المؤتمر الإسلامي، وسافرا سويا إلى باريس ضمن الوفد المنبثق عن المؤتمر. وأضاف القورصو أن مقولة ''فرنسا هي أنا'' ورد ابن باديس كرّسا نهائيا تهميش فرحات عباس، وحدث توظيف ''لا تاريخي'' لمساره ومواقفه، وظل ذلك مستمرا إلى غاية انخراطه في جبهة التحرير الوطني، بعد أن سار الرجل وفق مسار تصاعدي. وبشأن هذا المسار النضالي لفرحات عباس، توقف الكاتب عمار بلخوجة عند أدبيات الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، وكشف أن الحزب شهد انخراط عدة مناضلين فرنسيين مناصرين للقضية الجزائرية، منهم رولاند مييت وفرنسيس جيزون. هذا الأخير سوف يؤسس لاحقا شبكة ''حملة الحقائب'' المناصرة لجبهة التحرير الوطني. ومن جهتها، دعت ليلى بن عمار بن منصور إلى العودة لأفكار فرحات عباس، وبالأخص الأفكار التي وردت في كتابه المنشور هذه الأيام بعنوان ''غدا يطلع النهار''، والذي حرص على نشره بعد وفاته، داعية السلطات إلى التفكير في وضع نصب تذكاري بالجزائر العاصمة يليق بمقام أول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. وبخصوص الكتاب الجديد، قال نجله عبد الحليم عباس: ''حرص والدي على نشر هذا الكتاب بعد وفاته، وبالضبط عندما تكون حرية التعبير واقعا ملموسا''.