أكد السيد فيصل عابد، عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصيادلة أمس، انتهاء صلاحية أغلب شُحن دواء ''الطاميفلو'' التي وزّعت منه وزارة الصحة أكثر من نصف مليون علبة على صيدليات الوطن العام الماضي، في إطار الإجراءات الوقائية التي باشرتها السلطات الوصية آنذاك للحد من انتشار داء أنفلونزا الخنازير. لاتزال الخسائر المادية التي ترتبت عن المخاوف الوهمية التي راجت حول شبح أنفلونزا الخنازير، المروّج لها من قبل المنظمة العالمية للصحة وبضغوط من المخابر العالمية للدواء، تتعمق. فبعد الاعتمادات المالية الضائعة التي أنفقتها الحكومة في توفير اللقاح المضاد للداء، نتيجة المقاطعة الجماعية التي استظهرتها كل الشرائح لحملة التلقيح، فقدت السلطات الوصية مؤخرا المخزون الوطني لدواء ''الطاميفلو''، حيث انتهت مؤخرا صلاحية أغلب الشحن المُكدسة في رفوف الصيدليات، ما يعني خسائر مالية باهظة بالعُملة الصعبة. وحسب الرئيس السابق للنقابة الوطنية للصيادلة، فإن شُحن دواء الطاميفلو التي تم توزيع أكثر من 500 ألف علبة منها على الصيدليات بغرض توزيعها وقت الحاجة على المصابين بداء أنفلونزا الخنازير، تنقسم إلى ثلاث شُحن، حسب تاريخ مدة انتهاء صلاحيتها، حيث فقدت شُحنتين منها فعاليتها نتيجة انتهاء صلاحيتها المؤرخة في شهري جوان وسبتمبر الماضيين، في حين من المقرر أن تنتهي الشحنة الأخيرة شهر جوان المقبل. علما أن نسبة توزيع هذا الدواء كانت محتشمة جدا بسبب عدم انتشار المرض، فضلا عن الإجراءات الصارمة التي تم اعتمادها في توزيع هذا الدواء، على غرار إثبات كل عملية توزيع في الدفاتر الموجودة لدى الصيدلي، مع الاحتفاظ بالوصفة الطبية التي تبرر ذلك من أجل قطع الطريق أمام أي استغلال غير مشروع للدواء المذكور. وتُشدد النقابة على ضرورة إرجاع دواء ''الطاميفلو'' الموجود بحوزة الصيادلة إلى المصالح الصيدلية المركزية للمستشفيات، حيث أوضح ذات المتحدث بأنه سيتم طرح الموضوع مجددا خلال الاجتماع المرتقب مع مدير الصيدلة على مستوى وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، باعتبار أن هذا الدواء ملك للسلطات العمومية، فضلا عن تشكيله عبئا إضافيا للصيدلي، لاسيما بعد أن انتهت مدة صلاحيته، كون الصيادلة يعانون منذ سنوات من مشكل الأدوية المنتهية صلاحيتها والمقدرة بالأطنان وطنيا، وهم غير مستعدين لتحمل أعباء إضافية تخص أدوية ليست ملكا لهم. وتنطوي هذه الوضعية على مخاطر محتملة، على حد تعبير مصادر طبية، خاصة وأن شحن الطاميفلو المتواجدة لدى الصيدليات تشكل المخزون الوطني من هذا الدواء، الأمر الذي يستوجب اتخاذ التدابير اللازمة لتشكيل مخزون جديد منه في أقرب الآجال، في ضوء عودة تداعيات المرض في بعض مناطق العالم، حيث سجلت مؤخرا بريطانيا وفاة 14 مواطنا بداء أنفلونزا الخنازير، مقابل 30 ضحية في مصر وأكثر من 500 إصابة مؤكدة بهذا الداء.