تستعد المراكز الإستشفائية لبدئ عملية التلقيح ضد وباء انفلونزا الخنازير اليوم، فقد تم تهيئة كامل الظروف والإمكانات لنجاح العملية وإستقبال المواطنين بشكل جيد، حيث وفرت وزارة الصحة في هذا الخصوص 20 مليون جرعة من اجل احتواء هذا الداء الذي ادى الى وفاة 12 شخصا لحد الآن بالجزائر. انطلقت أمس عبر مختلف المصالح الاستشفائية بالعاصمة عمليات التلقيح لتشمل في مرحلة أولى مهنيي الصحة والفئات الأكثر عرضة لخطر أنفلونزا الخنازير حيث تتواصل هذه العملية لفترة تمتد ما بين أربعة إلى خمسة أشهر من الآن، حيث وصلت الدفعة الأولى من لقاح ضد أنفلونزا الخنازير والمقدرة ب 900 ألف جرعة إلى الجزائر . *تكتم كبير على العملية من قبل ممارسي الصحة »صوت الأحرار« في جولتها الاستطلاعية حاولت أن تقف على مدى الاستعدادات التي باشرتها المراكز الاستشفائية لمباشرة عملية التلقيح ضد وباء انفلونزا الخنازير إلا أننا التمسنا حالة كبيرة من التكتم على العملية بشكل عام وعن نجاعة اللقاح على وجه الخصوص، خاصة بعد حالة الخوف التي انتابت المواطنين من وجود أعراض جانبية لهذا اللقاح، سيما وأن العملية في مرحلتها الأولى غير أن امتناع العديد من العاملين بقطاع الصحة الذين التقينا بهم على مستوى المراكز الاستشفائية والمستوصفات حجب عنا فرصة الاطلاع أكثر على سير العملية حيث رفضوا الإدلاء بأية معلومة عن الموضوع،في حين أكد البعض الذين كانت لنا فرصة الدردشة إليهم بأن وزارة الصحة لم تزودهم بأية معلومات عن هذا اللقاح إلى غاية اليوم، موضحين أنهم لم يتلقوا أية مراسلة أو كميات من جرعات هذا اللقاح. *المواطنون يستعدون لحملة التلقيح ورغم حالة التكتم عن فحوى عملية التلقيح إلا أن عديد المواطنين أبدوا إهتماما بالغا بها، فقد إحتج أمس عشرات المواطنين بالعاصمة على مستوى المستشفيات ومراكز الصحة العمومية للمطالبة بتوفير اللقاح أو على الأقل الكمامات الواقية خوفا من انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير لا سيما بعد بلوغ الجزائر الدرجة السابعة لخطر الإصابة بالفيروس، وحسب العاملين بالمراكز الاستشفائية فق أبدى العديد من المواطنين تخوفهم من إصابتهم بالداء، لهذا فهم على إستعداد لحملة التلقيح من أجل ضمان سلامتهم، وفي هذا الإطار أكد الأطباء العاملين بالمركز الصحي الجواري لباب الوادي أن المواطنين يتوافدون بشكل مستمر للمطالبة بتوفير الكمامات الوقائية والاستفسار عن اللقاح الجديد. *إضراب ممارسي الصحة قد يشل العملية مسألة مهمة تلك التي وقفنا عليها خلال قيامنا بهذا الاستطلاع من خلال الإنشغال المطروح من قبل المواطنين حيال كيفية تعامل وزارة الصحة مع إضراب ممارسي الصحة العمومية في مباشرة الحملة التلقيحية ضد وباء أنفلونزا الخنازير؟ وهو الإضراب التي دعت إليه إتحادية الصحة التي تنشط تحت لواء السناباب منذ أيام، وكذا في إنجاح عملية التلقيح التي سخرت لها الوزارة 20 مليون جرعة، وهو ما وقفنا عليه من خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى بعض هذه المراكز على غرار المركز الصحي الاستشفائي موليير بشارع حسيبة بن بوعلي، الذي قصدناه من أجل الاطلاع على مدى إستعدادات العاملين به لإنجاح العملية حيث تفاجئنا بمجرد دخولنا إلى القاعة عندما أخبرنا أعوانها أن الأطباء في إضراب، وهو ما أكده لنا العاملون بالمصلحة حيث أوضحوا أن هذا الإضراب متجدد آليا، مدته ثلاثة أيام من كل أسبوع، وهي الاثنين والثلاثاء والأربعاء، وسيتواصل على هذا المنوال لغاية انتهاء الأسبوع الرابع وعند استفسارنا عن مدى استعدادهم لحملة التلقيح أبوا الإدلاء بأي تصريح مؤكدين القضية بيد الوزارة، وهو الأمر الذي خلق جوا من الاستياء لدى المواطنين الذين صادفناهم بالمكان. *إقبال كبير على الصيدليات لاقتناء المطهرات والكمامات الواقية سخرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات حملة إعلامية واسعة النطاق للتحسيس بكيفية الوقاية من داء أنفلونزا الخنازير وكذا بخصوص أعراض ومواصفات فيروس أس1 أن1 مركزة على ضرورة وعي المواطن بمخاطر هذا الوباء الفتاك الذي أودى بحياة 12 شخصا لحد الآن بالجزائر بالإضافة إلى الإجراءات الواجب إتباعها يوميا لتفادي انتقال العدوى سيما مع سرعة انتشاره. وفي هذا الجانب توجهت »صوت الأحرار« إلى بعض الصيدليات لتستطلع العاملين بها عن مدى توافد المواطنين من أجل اقتناء الأدوات المطهرة والكمامات الواقية، وفي هذا الخصوص أكدت لنا السيدة ليلى التي تعمل بإحدى هذه الصيدليات بشارع العربي بن مهيدي أن الحملات التحسيسية التي تقوم بها وزارة الصحة قد لاقت استجابة واسعة من قبل المواطنين وهو ما يتجلى من خلال الإقبال الكبير على مختلف أنواع المطهرات والكمامات وفي هذا الخصوص أوضحت المتحدثة أن بعض المواطنين يتقبلون على اقتناء بعض الكمامات غير الصحية ولا تمنع من انتشار الفيروس. وخلال حديثنا مع أحد الصيادلة المتواجد بشارع ديدوش مراد، كشف أن نسبة بيع الكمامات ارتفع خلال هذه الأسابيع الأخيرة خاصة مع توافد الحجاج الجزائريين، و يضيف ذات المتحدث، أن المواطنون لا يزالون يطالبون بتوفير تلك الكمامات بشكل كبير، حيث يرى أن هذه الوسيلة قد تفيد المواطنين نوعا ما، وقد جاء هذا المطلب بعد إعلان الوزير عن توفير لقاح أنفلونزا الخنازير بدءا من يوم غد وفي هذا السياق يؤكد المواطنون أن اقتناء تلك الكمامات لن يشكل حرجا بالنسبة لهم، ولكن بالعكس فهو وسيلة أخرى للوقاية من انتقال العدوى، خاصة في الأماكن العمومية و المكتظة كالأسواق والحافلات و كذا المدارس، حيث أكد أحد المواطنين الذين صادفناه بإحدى الصيدليات، أنه لمدة أكثر من أسبوع وهو بصدد البحث عن الكمامات الوقائية ولم يجد ملجأ آخر سوى مثل هذه المراكز أو المستشفيات وكذا الصيدليات كونها أكثر صحية، في حين أكد لنا السيد زهير ، أن الكمامات الوقائية أصبحت ضرورية خاصة أمام الانتشار السريع لفيروس أنفلونزا الخنازير وكذا تسجيل الجزائر وفيات عبر ولايات الوطن الشيء الذي جعل المواطن الجزائري يسعى لإيجاد الحلول ووضع حد لهذا الانتشار الرهيب. *تفشي أنفلونزا الخنازير ينعش نشاط التجار والصيادلة أنعش تزايد الإصابات بانفلونزا الخنازير في الفترة الأخيرة بالجزائر التجارة في مختلف أنواع المواد ذات الصلة بالدواء، ومنها الصابون السائل والمناديل الورقية، كما عرفت مبيعات الكمامات الورقية وأدوات التعقيم وغيرها إقبالا هائلا غير مسبوق. وارتفعت الكميات المعروضة من هذه السلع بشكل لافت في واجهات الأسواق التجارية الكبرى وفي الصيدليات بسبب ازدياد حالات الانفلونزا وسط تلاميذ المدارس، حيث حوَّل العديد من الباعة أنشطتهم التجارية ليتخصصوا في هذه المواد لاستغلال ارتفاع طلب الأسر الجزائرية عليها، وهو ما فسره أحد الصيادلة بالرغبة في الربح السريع في التجارة وهيمنة سلوكات الانتفاعية والانتهازية في المجتمع رغم المخاطر غير الصحة التي قد تلحق بالمواطن. كما تقبل الأسر الجزائرية حاليا بكثرة على اقتناء كميات كبيرة من المنتوجات المطهرة والمناديل الورقية وأيضا الكمامات الورقية، خاصة بعد إلزام المدارس للتلاميذ بإحضار المواد المنظفة معهم للوقاية من الفيروس، كما غصت الواجهات الزجاجية لكبريات الفضاءات التجارية في العديد من المدن بهذه المواد في مختلف الألوان والأشكال لجلب أكبر عدد من الزبائن.