امتدت أعمال الشغب والتخريب في باش جراح بالعاصمة، صباح أمس، إلى مقر الأمن الحضري الجواري بحي النخيل، الذي أضرمت فيه النيران بعد وقوع مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وشباب الحي، احتجاجا على عدم ترحيلهم. وخلفت المواجهات 6 جرحى في صفوف الشرطة واعتقال 20 متظاهرا. تواصلت الاحتجاجات على السكن لليوم الرابع على التوالي في حي النخيل بباش جراح، وتوسعت لتشمل أحياء العقيبة وديار البابور وسارفونتاس بمحمد بلوزداد، لليوم الثاني على التوالي. وخلفت المواجهات وقوع 6 رجال شرطة ضحايا جروح واعتداءات باستعمال الزجاجات الحارقة ''مولوتوف'' والحجارة، في باش جراح. كما أصيب 15 شابا بجروح خطيرة إثر المواجهات التي استعملت فيها القنابل المسيلة للدموع. وأفادت مصادر أمنية ل''الخبر'' بأنه تم اعتقال 20 متظاهرا، أمس، في حي النخيل بباش جراح وحي العقيبة، بتهمة إثارة الشغب والتجمهر غير المرخص وتخريب أملاك عمومية. وكانت المواجهات، التي اندلعت شراراتها في حدود السادسة مساء، استمرت إلى غاية الثالثة من صباح أمس، بحي النخيل، وامتدت أعمال التخريب إلى مقر الأمن الحضري الجواري، الذي امتدت إليه نيران العجلات المطاطية، وتم تخريبه وسرقة ثلاجة وعدة أغراض وإتلاف مكاتبه. وحاصرت قوات مكافحة الشغب العمارات التي صعد المحتجون إلى سطوحها وراحوا يمطرون عناصر الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة. في الوقت الذي استعملت القنابل المسيلة للدموع، وتم اعتقال 18 شابا في الساعات الأولى من نهار أمس، وحولوا إلى مقر الأمن للتحقيق معهم، فيما طالب السكان بإطلاق سراحهم. وخلفت المواجهات إصابة 16 شابا بجروح متفاوتة الخطورة، فيما أصيب أحد المتظاهرين بجروح خطيرة في عينه. وسجلت إغماءات في صفوف السكان، خاصة مرضى الربو، بسبب الغازات المسيلة للدموع التي حاصرت الحي. وجدد المحتجون مطلبهم بترحيلهم في أقرب وقت ممكن، وأن يتم إعداد القوائم بشفافية، ومن دون الاستعانة بأعضاء لجنة الحي. في الجهة المقابلة، ثار شباب الأحياء الهشة في أعالي بلدية محمد بلوزداد، ووقفنا، أمس، على آثار الاحتجاجات التي انطلقت شراراتها في حدود الساعة الثامنة من ليلة أول أمس، واستمرت إلى ما بعد منتصف النهار. وقطع المحتجون شارع محمد بلوزداد بالعجلات المطاطية التي أضرمت فيها النيران، وبالمتاريس والحجارة. وأوقفت مصالح الأمن على إثرها شابين أصيب أحدهما بحروق على مستوى الرجل بعد استعماله للزجاجات الحارقة. ويطالب المحتجون بإدراج أسمائهم ضمن قوائم المرحلين إلى أحياء سكنية جديدة. وقال أحد المواطنين في عين المكان ''لا يمكننا أن نستمر في انتظار الوعود الكاذبة، لقد أخبرونا بأننا سنستفيد من الترحيل هذا الأسبوع، لكن من دون جدوى''. ويعيش المحتجون في سكنات هشة آيلة للسقوط ولا ينامون إلا بالمناوبة بسبب الضيق.