يقف بطل رواية بول أوستير الأخيرة وحيداً في الظلام، ويفكر في الوضع المأساوي الذي آلت إليه أمريكا جراء الروح العدائية التي أصبحت تسكنها، في إشارة إلى الحرب على العراق. يتخيل الروائي الأمريكي بول أوستر في روايته الجديدة الصادرة بعنوان ''رجل في الظلام''، أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 لم تحدث، وأن البرجان في مكانهما، ولا جنود أمريكيين يقاتلون في العراق، لكن ما حدث هو سيناريو آخر، بعد قرار المحكمة الأمريكيّة العليا عام 2000 بإعلان جورج بوش رئيساً بدلاً من آل غور، فتنشب حرب أهليّة في الولاياتالمتحدة التي قسمت إلى ''الولايات المستقلة'' بقيادة الموالين لآل غور، و''الولايات الفيدراليّة'' بقيادة جورج بوش. يستيقظ بطل الرواية أوين بريك ذات يوم ويجد نفسه في حفرة أرضية، أمام حرب أهلية في الولاياتالمتحدة الأميركية عام 2007، طرفا النزاع هما الولايات الأميركية التي أعلنت الاستقلال من جهة، والاتحاديين من جهة أخرى. وجاء في الرواية ''إنها الحرب، هو جنديّ في تلك الحرب، ولكن دون سلاح، وللمرة الأولى منذ استيقظ، يعتريه الخوف العميق إلى أبعد الحدود''. أمام هذا الواقع المتردي يدعى أوين بريك للحرب لكي يوقفها، فيكلف بمهة اغتيال المتسبب الرئيسي للحرب، وهو ناقد أدبي طاعن في السن، عمره 72 عاماً، اسمه أوغست بريل، يجلس في ظلام غرفة نومه، وهو يروي قصة حرب أهليه، تقسم الولاياتالمتحدة الأميركية إلى قسمين. تدور معظم أحداث الرواية في جو كئيب ''ضوء ساطع، يعقبه ظلام. الشمس تنسكب من كافة أركان السماء، يليها سواد الليل. هذا هو الروتين''. وجاءت رواية أوستير الجديدة، التي صدرت ترجمتها العربية عن منشورات دار الآداب في بيروت، كاستمرار للمواقف التي اتخذها ضد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.