كان التنقل من المطار إلى وسط مدينة تونس العاصمة محفوفا بالمخاطر، على خلفية انتشار مسلحين بلباس الشرطة بمختلف الشوارع والمدن، لتجريد المواطنين والأجانب من ممتلكاتهم وكذا أوراقهم الثبوتية، خاصة جوازات السفر التي يحملها رعايا دول الاتحاد الأوروبي. كما عرف فندق الغناء الدولي، الكائن بمحيط وزارة العدل وحقوق الإنسان التونسية، هجوما من طرف المحتجّين، حيث قاموا بتكسير وتحطيم المرآب وكذا محاولة اقتحام نفس الفندق الذي يتواجد به أغلب الأجانب الموجودين في العاصمة التونسية، بحسب ما لاحظته ''الخبر'' بعين المكان. وكانت قوات الجيش التونسي قد حاصرت المطار الدولي بالعاصمة التونسية أمس، في حدود الساعة الثانية بعد الظهر، بعد انتقال الاحتجاجات والمظاهرات المطالبة برحيل الرئيس زين الدين بن علي، إلى محيط مطار قرطاج الدولي؛ حيث حاول المحتجون اقتحام المطار بعد انتشار معلومات عن فرار رئيس الجمهورية التونسية إلى خارج البلاد. وقبل إصدار قرار غلق المجال الجوي والحدود، كانت آخر طائرة أجنبية تحط على مدرج مطار قرطاج الدولي، في حدود الساعة الخامسة مساء، هي رحلة الخطوط الجوية الجزائرية التي كان على متنها أربعون مسافرا من جنسيات جزائرية وإسبانية وتونسية وليبية، حيث تم بعد ذلك مباشرة منع كل الطائرات القادمة من الهبوط على مدرج المطار. وكان المطار شبه خال من كل العمال، ما عدا شرطة الحدود وكذا قوات الجيش التي تمركزت بالمدرعات والدبابات بمحيطه. هذه الوضعية اضطرت العشرات من المسافرين والرعايا الأجانب من أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وإسبان وغيرهم، على غرار الجزائريين، على المكوث في قاعة الاستقبال للمطار، بسبب حصار أفراد الجيش للمطار، وكذا الانفلات الأمني الكبير وسط الشوارع مع انطلاق العمل بحظر التجول المفروض على العاصمة عند الساعة الخامسة مساء عوض الساعة الثامنة ليلا.