توفي في ساعة مبكرة من صباح أمس ، أحد ضحايا الهجوم على حافلة نقل موظفين أجانب ببوشاوي غرب العاصمة ، و هو لبناني يحمل الجنسية الأمريكية موظف في شركة " بي أر سي " أصيب بجروح خطيرة على مستوى الرأس و عدة أنحاء من جسده و كان قريبا من سائق الحافلة الجزائري، و قد تم تحويله إلى المستشفى العسكري بعين النعجة حيث خضع لعملية جراحية غير ناجحة. و قد تم إلغاء الندوة الصحفية المقررة عقدها مساء أمس بمقر السفارة الأمريكيةبالجزائر ، و كان سينشطها المكلف بملف الإقتصاد الجزائري على مستوى كتابة الدولة الأمريكية لأسباب على علاقة بالهجوم الإجرامي ، و قالت مصادر مطلعة ، إن السفير الأمريكي بالجزائر يتابع شخصيا منذ أول أمس القضية خاصة و أن الموظفين الأجانب يعملون في شركة أمريكية و كان أمريكي واحد قد أصيب في الهجوم ، غادر مستشفى عين النعجة ." لكنه لايزال تحت الصدمة " . و كان مسلحون قد إستهدفوا مساء أول أمس حافلة لنقل موظفين أجانب ، عند مفترق طريق بوشاوي و قاموا بتفجير قنبلة تقليدية قبل إطلاق الرصاص على الركاب الذين يقدر عددهم حسب مصادر تحقق في الجريمة ب23 فردا من بينهم بريطانيين ، كندي ، بلجيكي و أمريكيين و لبنانيين ، مما أدى إلى إصابة 9 منهم بجروح متفاوتة ، أربعة يوجدون في حالة خطرة بسبب إصابتهم بجروح على مستوى الرأس . و تضاربت الشهادات بشأن ظروف الجريمة ، فيما أشارت مصادر متطابقة إلى تنفيذها من طرف 4 أشخاص كانوا على متن سيارتين إثنتين إحداهما من نوع " سيري 5 " زرقاء اللون ، و قام راكبا السيارة الأولى بإطلاق النار فيما كانت السيارة الثانية تشكل الدرع الواقي لها قبل الفرار نحو وجهة مجهولة ، ولم تستغرق العملية أكثر من 10 دقائق . و علمت "الشروق اليومي " أن فريق المحققين في الجريمة و المشكل من أفراد شرطة و درك مدعمين بالشرطة العلمية و التقنية ، قاموا برفع أظرفة الذخيرة المستعملة و تحويلها إلى المخبر العلمي لتعريفها خاصة و أنه تم إستعمال رشاشات من نوع "كلاشينكوف" إضافة لمحاولة إعتماد صورة نموذجية عن منفذي الهجوم بناء على شهادات الناجين ، لكن مصالح الأمن التي لم تحدد بعد هويتهم ، لم تستبعد أن يكونوا غير مبحوث عنهم لدى مصالحها كما تجري عملية فحص بقايا التفجير لمطابقته مع التفجيرين الذين إستهدفا مراكز الأمن بدرقانة و الرغاية شرق العاصمة . و إستنفرت مصالح الأمن قواعدها مباشرة بعد الهجوم ، و علمنا أنه تم عقد إجتماع ضم مختلف ممثلي الأجهزة الأمنية في حدود الساعة الثامنة ليلا لإعداد مخطط أمني إستعجالي و تدراك الثغرات ، وكان اللواء أحمد بوسطيلة قائد الدرك الوطني قد شدد على أفراده التحلي باليقظة و تكثيف حملات التفتيش و المراقبة لإبطال أي مخطط إجرامي يهدد أمن المواطنين و ممتلكاتهم و ذلك خلال تنقله لموقع الحادث بعد دقائق من وقوعه ، من جهته ، وجه العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني تعليمات لموظفيه لإتخاذ كافة التدابير الوقائية لردع تكرار الجريمة ، و عاينت " الشروق اليومي " أمس الإنتشار اللافت لأفراد الشرطة بالزي الرسمي و المدني في الأحياء الشعبية و الأماكن العمومية ، و رفع عدد الحواجز الأمنية الثابثة إضافة إلى إخلاء جميع الأماكن و الأرصفة من الباعة الفوضويين في الأسواق الرئيسية مثل " ميسونيي" و " مارشي 12 " ، كما تم منع توقف السيارات و شن أفراد الشرطة حملة في هذا الإطار ، صباح أمس على مستوى الشوارع الرئيسية و مداخل الأحياء .و رافقت ذلك حملة توقيفات للعديد من الشباب ، و تحويلهم للمساءلة على مستوى محافظات الأمن و حررت ضدهم محاضر قبل الإفراج عنهم . و لاحظنا خلال جولة إستطلاعية لبعض الأحياء الرئيسية للعاصمة ، إنتشار أفراد الشرطة القضائية على مستوى المداخل و الطرقات المؤدية إلى بعض السفارات رغم أن الإجراءات لم تعرف تدعيما علنيا بمحيط السفارة الأمريكيةبالجزائر حسبما لاحظناه ، و قالت مصادر "الشروق " إنه تم إتخاذ إجراءات على المستوى الوطني لتأمين تحركات الرعايا الأجانب المقيمين في الجزائر دون أن نتمكن من الحصول على تفاصيل خاصة و أن بعض السفارات سبق و أن وجهت تعليمات لرعاياها لتحديد تنقلاتهم إلى الجزائر "إلا للضرورة القصوى" بعد تهديدات تنظيم الجماعة السلفية للدعوة و القتال بإستهداف الأجانب منذ الإعلان عن إنضمامه لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن. نائلة.ب: [email protected]