وجهت وزارة التربية تعليمة إلى مديري المؤسسات عبر مختلف ولايات الوطن تلزم فيها معلمي المدارس الابتدائية وأساتذة التعليم الابتدائي بتقديم دروس الدعم لتلاميذ السنة الخامسة ابتدائي أمسية يوم الثلاثاء والسبت مجانا. أثار هذا القرار ''الفجائي'' استياء المعنيين ذلك أن مصالح الوزير بن بوزيد عمدت، حسب المكلف بالإعلام في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، مسعود عمراوي، إلى إرغام هؤلاء بتقديم هذه الخدمة دون تقاضي أجرة عليها. ومعلوم أن أساتذة التعليم الثانوي على سبيل المثال يحصلون على مقابل مادي عن دروس الدعم. وبالإضافة إلى هذا، أشار المتحدث إلى أن الدروس ستحرم معلمي هذا الطور من الراحة الأسبوعية التي يستفيد منها كافة أساتذة القطاع بقوة القانون، ولم يستبعد مصدرنا أن يؤدي هذا الإجراء إلى إحداث موجة غضب في صفوف المعلمين وقيامهم بحركة احتجاجية في حال عدم التراجع عن القرار الذي وصفه بغير ''المنطقي''، والذي يضاف، على حد تعبيره، إلى قائمة طويلة من التجاوزات المسجلة في حق أساتذة ومعلمي الطور الابتدائي، مع فرق بسيط وهو أن التعليمة المذكورة أخذت شكلا رسميا. ويرى عمراوي بأنه من ''اللاعدل'' مطالبة المعلمين بتقديم خدمات إضافية من دون مقابل مادي. مؤكدا بأن هذا القرار من شأنه تعقيد أوضاع المعلمين أكثر وإدخال القطاع في اضطرابات جديدة، على أساس أن أساتذة التعليم الابتدائي والمعلمين يعيشون مشاكل جمة، فهم يؤدون 31 ساعة عمل فعلية أسبوعيا، إلى جانب خدمات إضافية أخرى يلزمهم القانون بها كمرافقة التلاميذ للمطاعم المدرسية التي تكون في العادة خارج المؤسسات التربوية وإجبارية حراستهم أثناء تناول الوجبات الغذائية دون مقابل مادي إضافي. وقال المتحدث إن الوضع في الابتدائيات أصبح ينذر بالانفجار، ودعا الوزير ابو بكر بن بوزيد إلى مراجعة هذا القرار وجعله اختياريا مع ضمان أجر للمعلمين الذين يقومون بتقديم دروس الدعم.