نجح أفراد من عائلة بن دحو محمد، المقيمة ببني بوسعيد في ولاية تلمسان، والتي كانت ضحية سرقة مواشيها من قبل مغاربة، في استرجاع 70 رأسا من الغنم من بين ,99 بعدما تحدوا اللصوص وفاجأوهم في عقر دارهم بمدينة وجدة المغربية، ودليل تورطهم بين أيديهم. وكما سبق ل''الخبر'' أن أشارت إلى ذلك مطلع شهر ديسمبر الماضي، فإن الموال بن دحو وقع ضحية سرقة من قبل مغاربة مجهولين، تمكنوا من الدخول إلى التراب الجزائري إلى غاية منطقة بن دحويين، ليحطموا جدار زريبته ويستولوا على كل ماشيته التي بلغ عددها 99 رأسا ويقطعوا بها مسافة 6 كيلومترات في اتجاه الحدود، ويصلوا بها إلى منطقة وجدة المغربية. وحينها حاول أفراد عائلة الضحية، الذين اقتفوا آثار الأغنام المسروقة، ملاحقة اللصوص في التراب المغربي، لكن حرس الحدود الجزائريين منعوهم من ذلك. وبما أن العلاقات بين الشعبين على مستوى الحدود بين البلدين جيدة، فإن أطرافا مغربية تداولت على ألسنتها أسماء مشتبه في أمرها أخطروا عنها جيرانهم الجزائريين، وذكروا لهم حتى اسم المكان الذي نقل إليه قطيع الغنم المسلوب. وأمام هذه المعلومات، لم يقف بعض أقارب الموال الجزائري، الذي فقد كل ما لديه، مكتوفي الأيدي، خاصة أن حمى التحدي والإصرار على استرداد ما أخذه لصوص مغاربة قد نالت منهم، فسافروا بطريقة قانونية عبر الطائرة إلى مدينة الدارالبيضاء المغربية، ليتنقلوا بعدها إلى غاية وجدةالمدينة الحدودية مع الجزائر. وأثناء تواجدهم بوجدة، راحوا يترصدون المشتبه فيهم في سوق الغنم، ولحسن حظهم أنهم شاهدوا خروفا متميزا لم يكن يملكه إلا بن دحو محمد، ما جعلهم يتأكدون ممن أحاط بهم الاشتباه. وإثر ذلك لم يترددوا في تقديم شكوى على مستوى المصالح الأمنية المغربية بوجدة، التي تنقلت معهم وتمكنت بعد التحقيق الذي باشرته على التو من توقيف من كان بحوزته الخروف المتميز والذي اعترف بعملية السرقة التي شاركه فيها مغاربة آخرون. وبمساعدة السلطات المغربية تمكن الجزائريون من استرجاع 70 رأسا من الغنم من بين ,99 على أن يتم تعويضهم عن 29 رأسا الباقية بعد محاكمة اللصوص. وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية، استلموا المواشي وتنقلوا بها إلى غاية الحدود الرسمية بين الجزائر والمغرب، ووجدوا شاحنة جزائرية في انتظارهم لنقل ماشيتهم إلى منطقة بن دحويين ببني بوسعيد الحدودية. واللافت للانتباه أن أهالي الضحية استقبلوا الشاحنة المقلة للأغنام المسترجعة من وجدة المغربية بالهتافات والزغاريد، تعبيرا عن نشوة الانتصار على اللصوص المغاربة الذي ظنوا أنفسهم قد غنموا وسينعمون بما سلبوه من عائلة جزائرية آمنة.