أصبحت عصابات سرقة قطعان الماشية عبر الأرياف الحدودية بولاية الطارف، تشكل خطرا على السكان في بيوتهم، من خلال إقدام اللصوص ليلا مدججين بالخناجر والقضبان الحديدية، على اقتحام مبيت القطعان وإخراجها بالقوة والعنف. سجلت آخر عملية من هذا النوع بداية، هذا الأسبوع، بمشتة النوازي الحدودية ببلدية الزيتونة، عندما كان الضحية ''م. مرزوق''، 54 سنة، غائبا عن بيته الذي استهدفته ليلا من قبل مجهولين، استطاعوا التسلل إلى مكان 10 رؤوس من البقر في مبيتها اللصيق بمنزله، وفكّوا رباطها وساقوها تحت جناح الليل. ومن حسن حظ الابن الأكبر للضحية ''م. محمد'' أنه استفاق من نومه على وقع نباح الكلاب، ليكتشف عدم وجود القطيع بمبيته ويستنجد بجيرانه الذين هبوا فزعين، فعثروا على القطيع بالوادي المجاور بعد فرار اللصوص. وكبقية ضحايا هذه العمليات، فإن الضحية لم يقدم شكوى أو بلاغا رسميا للجهات الأمنية المختصة. وفي هذا السياق يجمع سكان أرياف الشريط الحدودي للبلديات الحدودية، على أن مثل هذه الشكاوى لا تسمن ولا تغني عن جوع، بقدر ما تزيد في تكالب العصابات الحدودية، بفعل الفراغ الأمني بالمنطقة. وتضيف شهادات المنتخبين بالبلديات الحدودية وسكان الأرياف الحدودية، بأن الكثير من المشبوهين من أفراد هذه العصابات ينسجون علاقات وطيدة مع عناصر أمنية محلية، تتجلى يوميا من خلال اللقاءات المباشرة بين الطرفين بالمقاهي والأماكن العمومية بالمراكز الحضرية للبلديات الحدودية، وعلى مرأى الجميع، الأمر الذي زاد في تحدي هذه العصابات لمضاعفة نشاطها، وهو ما تسبب في استغناء العائلات الريفية عن تربية الماشية بالأرياف الحدودية. وتؤكد التقارير الاجتماعية لرؤساء البلديات الحدودية بأن عشرات العائلات التي كانت تسترزق من تربية الماشية، أضحت في عداد الفئات التي تعيش تحت عتبة الفقر، حسب سجلات المصالح الاجتماعية، وهذا الواقع المعيشي المرير حرّك، مؤخرا، سكان الشريط الحدودي لجمع آلاف التوقيعات على مضمون عريضة احتجاجية، سترفع إلى الحكومة والقيادات الأمنية من أجل تعزيز الخريطة الأمنية في الشريط الحدودي، وتغيير عناصر أمنية من المنطقة لها علاقات مشبوهة مع العصابات الحدودية.