أصبحت أراضي فلاحية وجيوب عقارية عمومية وخاصة، ببلديتي القليعة وفوكة في تيبازة تحت سيطرة مجموعات من الشباب والكهول حولوها إلى ''ملكيات خاصة'' واقتسموها بالقوة فيما بينهم، مستغلين سياسة التهدئة التي انتهجتها السلطات الأمنية والإدارية عقب ثورة ''السكر والزيت'' التي شهدتها مناطق مختلفة من الوطن مطلع جانفي المنصرم. استولت منتصف نهار أمس، مجموعة من المواطنين على قطعة أرض ملك للدولة مساحتها 2 هكتار بمزرعة بن دومي بطريق شايق ببلدية فوكة في تيبازة، وقام أكثر من أربعين مواطنا بالهجوم الجماعي على القطعة الأرضية المذكورة والمخصصة لمشروع إنجاز المدرسة الوطنية للقضاة واقتسموها فيما بينهم بعدما قاموا في وقت سابق بتجزئتها إلى قطع صغيرة عقب الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة شهر جانفي الماضي. واستعمل المواطنون المقيمون بإقليم دائرة فوكة آلات الحفر الثقيلة والجرافات قصد الإسراع في تسطيح الأرضية للتمكن من وضع الأساسات للمساكن الفردية التي خططوا لبنائها بطريقة غير شرعية، ولم ينفع تدخل مصالح الدرك الوطني والسلطات المحلية لوقف الأشغال، بل دفع هؤلاء إلى تهديد رئيس البلدية والمسؤولين. وبحي علي عماري قام حوالي 30 شخصا باقتحام مستودع شاغر كان يأوي عائلات تم ترحيلها إلى سكنات اجتماعية قبل أشهر، فيما توجهت مجموعة أخرى إلى قطعة ارض بجوار الملعب البلدي ومدرسة ابتدائية وكذا جيب عقاري بمحاذاة فرقة الدرك الوطني وتمت تجزئتها إلى قطع لبناء محلات تجارية لصالح الشباب الغاضب تحت أنظار جميع السلطات. ومن جهتهم توجه شباب حي501 مسكن ب''كركوبة'' في القليعة نحو قطعة ارض بور على أطراف الحي، وحولوها إلى أجزاء صغيرة واتفقوا على إنجاز 17 محلا تجاريا، كما قام شباب من حي سويداني بوجمعة بأقصى جنوب بلدية القليعة بالاستيلاء على قطعة أرض واسعة على جانبي الطريق الوطني رقم 67 المؤدي إلى مازفران، نصفها ملك للبلدية والنصف الآخر تابع لمستثمرة فلاحية، تم تقسيمها بين الشباب إلى 80 قطعة باستعمال جميع الوسائل، وحتى القطعة الأرضية التي كانت مخصّصة لبناء ملعب جواري قسمت إلى 20 قطعة للبناء. وقد سجل حضور مصالح الدرك الوطني بالتدخل رفقة السلطات المحلية دون أن يثني ذلك من عزم هؤلاء على إنجاز ''تعاونيات عقارية بطريقتهم الخاصة''.