كان عشاق الفن الرابع، مساء أول أمس، على موعد مع العرض الشرفي لمونولوج ''مانيمال'' للممثل سفيار دار الزعاف، المدعو ''بيبو''، بالمسرح الجهوي بعنابة، حيث حاول توظيف فكرة جديدة في مخاطبة المجتمع، في قالب فكاهي. واعتمد نص المونولوج لكاتبه ومخرجه حمدي شكيب، على خطاب جديد، يتمحور أساسا حول موضوع مجابهة الإنسان لقساوة الطبيعة، وهي الفكرة التي وصفها شكيب بالخروج عن المألوف، في كتابة نصوص المونولوج الذي تعودنا عليها في أغلب العروض السابقة التي يركز مؤلفوها على توظيف الشيء ونقيضه في معالجة المواضيع المسرحية، كالفقر والغنى وقوى الشر والخير. ويروي ''مونولوج'' مانيمال، تفاصيل معاناة شاب جزائري من جحيم بيروقراطية الإدارة الجزائرية، التي جسدها في رحلة شاقة مع قساوة الطبيعة في أحد أيام الشتاء، حيث واجه من خلال محطاتها المختلفة أشكال البيروقراطية، جسد صورها في مشاهد مضحكة، خصوصا عند ملاقاته حارس المكتبة الذي دخله معه في مناوشات، جراء منعه من الدخول إليها، وأثقل كاهله برزمة من الوثائق الواجب تسليمها من أجل السماح له بالولوج، رغم أن المكتبة كانت خاوية على عروشها. وما حز في نفس الشاب، تيقنه بأن الحارس ماض في تعنته على منعه من الدخول، على الرغم من محاولة إفهامه بأنه عابر سبيل، وغير قادر على تقديم الوثائق، ما جعله يلجأ إلى توظيف العنف واستخدام أسلوب التهديد والترهيب ضده، لإرغامه على الدخول ونيل ما كان يصبو إليه.