؟ يُبيّن سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كيف أنّه يمارس عبوديته لربّه في كلّ شأنه حتّى شأن ملابسه، فيضع آدابًا للبس ثوبه، فيبدأ بلبسه باليمين، ويخلعه بالشمال، ويحمد ربّه إذا ما اشترى ثوبًا ويدعو فيقول: ''الحمد لله الّذي كساني هذا ورَزَقَنيه من غير حولٍ منِّي ولا قوّة''. وكذا كان يدعو ربّه أن يجعل أعماله كلّها في ثوبه ذلك الجديد أعمال خير، وأن يباعد بينه وبين الشرور، وبين كلّ شرّ يمكن أن يأتي منه ذلك الثوب فيقول: ''اللّهمّ لك الحمد أنتَ كسوتَنيه، أسألك من خيرِه وخير ما صُنِع له، وأعوذ بك من شرّه ما صُنِع له'' أخرجه الترمذي وأبو داود. وهكذا كان سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متوازنًا في تعامله مع اللِّباس، فلم يكن يلبس الرث والقذر، بل أمر بحسن اللّباس ومراعاة الجمال، وفي الوقت نفسه لم يكن يبالغ في اللّباس أو يلبس ما يقود إلى الكبر والتّرفّع عن الآخرين.