تطورت الأحداث في ليبيا إلى منزلق أمني غير مسبوق، وسط تضارب في الأنباء حول حصيلة القتلى الذين سقطوا خلال تدخل الجيش الليبي والمرتزقة الذين استعملوا مختلف الأسلحة الحربية ضد المحتجين في عدة مناطق من الجماهيرية، ما أدى إلى مقتل ما يقارب 800 شخص، وأكثر من ثلاثة آلاف جريح، وعدد غير معروف من المفقودين الذين تم خطفهم من قبل قوات الأمن والميليشيات ومجموعات المرتزقة. وقال عضو في المحكمة الجنائية الدولية إن عدد قتلى الاحتجاجات في ليبيا يقارب 800، فيما بلغ عدد الجرحى 3000 شخص حتى يوم أمس. وأعلن رئيس الفيدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان، باتريك بودوان، إن عدد القتلى في نهاية يوم أمس وصل إلى نحو 400 قتيل على الأقل وثلاثة آلاف جريح. وأكدت رئيسة اتحاد روابط حقوق الإنسان، سهير بلحسن، نفس الرقم، منذ بدء الاحتجاجات في ليبيا قبل ستة أيام. وأكد جبريل فايز، المعارض السياسي الليبي، في تصريح إعلامي، أن وزير الخارجية الليبي، موسى كوسا، الذي عمل رئيسا لجهاز المخابرات قبل ثلاث سنوات، والمعتصم نجل القذافي، وأحد الضباط المقربين من القذافي، يدعى منصور ضوء، يقودون كتائب وميليشيات اللجان الثورية لمطاردة المتظاهرين في المدن الليبية. وقتلت هذه القوات أمس 26 شخصا من المحتجين في مدينة البيضاء، واتهمت قبائل ليبية القوات الموالية للقذافي بالقتل دون تمييز في الشوارع، وأعلنت عدم الاستسلام وعدم التراجع عن الاحتجاجات. وتحدث سكان طرابلس عن وقوع مجزرة في حيي فشلوم وتاجوراء في ضواحي العاصمة، عندما تم إطلاق النار عشوائيا على السكان من قبل مسلحين، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من بينهم نساء. وقال شاهد آخر في حي فشلوم إن مروحيات عسكرية حلقت في أجواء هذا الحي وأنزلت مرتزقة أفارقة مسلحين كانوا يطلقون النار على المتواجدين في الشوارع. وأضاف السكان أنهم لجأوا إلى طلب الاستغاثة عبر مكبرات الصوت في المساجد، لكن التلفزيون الليبي تحدث عن ''قيام قوات الأمن بعملية أمنية في الحيين بمداهمة أوكار الجهات التخريبية أدت إلى سقوط عدة ضحايا''. واستمر تصدع الجيش الليبي، حيث أعلن هاني سعد، الضابط في الجيش الليبي، أنه وعددا كبيرا من الجنود في مدينة طبرق بشرق ليبيا، أعلنوا تمردهم على الزعيم الليبي معمر القذافي. وأكد الضابط أن كل المناطق الشرقية باتت خارج سيطرة القذافي، مشيرا إلى أن المحتجين يسيطرون على مدينة طبرق منذ ثلاثة أيام. وأكدوا أن ميليشيات موالية لأحد أبناء القذافي فجّرت مخزنا للذخيرة. فيما تتوالى استقالة سفراء ليبيا في الخارج وكذا توقف العمليات الملاحية في موانئ الشحن الليبية في بنغازي وطرابلس ومصراتة على البحر المتوسط، كما توقف ضخ النفط إلى إيطاليا.