كشفت تقارير طبية أمس، عن سقوط ألف شخص ما بين قتيل وجريح في الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها ليبيا، بينما تحدث شهود عيان عن مجزرة يرتكبها رجال الأمن و''مرتزقة'' استعان بهم الزعيم معمر القذافي ضد المدنيين في بنغازي. وقالت صحيفة ''إندبندنت'' البريطانية في عددها الصادر أمس، إن عشرات القتلى الذين سقطوا خلال أعنف اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين في مدينة بنغازي الواقعة شرقي ليبيا. تجاوز ألف شخص بين قتيل وجريح منذ اندلاع الاحتجاجات في السادس عشر فيفري الجاري، والتي تطالب برحيل الزعيم الليبي معمر القذافي، مضيفة أن عدد القتلى في بنغازي، وهي ثاني أكبر مدن ليبيا، ربما وصل إلى 200 شخص، فيما تجاوز عدد المصابين ,''800 وفق بعض التقارير. وفي الأثناء، شيع آلاف الليبيين في بنغازي أمس، وسط هتافات ''لا إله إلا الله والقذافي عدو الله''. وأكد شهود عيان يقيمون في بنغازي أن الجيش الليبي يقصف المناطق السكنية في المدينة بالقذائف الصاروخية والمدفعية، وأن هناك مرتزقة يستخدمون الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين. وأكد الشهود ''أن هناك 25 جثة لشباب قتلهم مرتزقة ماليون يستخدمون الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، أمام منزلهم بجوار معسكر الفضيل بوعمر ببنغازي''. وأشار الشهود إلى أن الزعيم الليبي معمر القذافي أرسل في طلب أعداد أخرى من المرتزقة الماليين لأنه لا يثق في الشعب الليبي، على حد قولهم. وفي السياق ذاته، أوضحت مصادر ليبية في مدينة البيضا، شرق البلاد، أن المنطقة تشهد أعمال شغب وعنف واسعة النطاق تقودها ميليشيات مسلحة بدأت باقتحام السجون وإخراج نزلائها وانتهت بمحاصرة كتيبة من الجيش تابعة للنجل الأصغر للزعيم الليبي. وقالت المصادر إن ''الميليشيات تسيطر على مدينة البيضا وتقتل كل من يقف أمامها حتى لو كان من معارضي النظام''، مضيفة أن ''الميليشيات اقتحمت السجون وأخرجت نزلاءها ومارست أعمال عنف بحق السكان وكذلك أعمال سلب ونهب''، مشيرة إلى أن تلك الأعمال بدأت عقب مقتل اثنين من أفراد الميليشيات حاولوا اقتحام مبنى الأمن الداخلي وحرقه. من ناحية أخرى، أصدر القذافي تعليمات بقطع الانترنت ابتداء من فجر أمس، وكذلك التشويش على الخطوط الهاتفية، وهو ما أكدته الشركة المتخصصة في مراقبة الانترنت بالولايات المتحدةالأمريكية. واللافت للانتباه أن حركة الاحتجاجات العارمة التي تجتاح مختلف المدن الليبية خاصة في الشرق؛ تتجه إلى المنطقة الغربية حيث العاصمة طرابلس، مما يظهر أن القذافي بدا يفقد سيطرته على مساحة كبيرة من أراضي الدولة الليبية لصالح المتظاهرين، حيث اجتاحت مظاهرات مناوئة للحكم شوارع في أحياء سوق الجمعة وعراد. وكشفت بعض التقارير أن أعضاء من مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية طالبوا العقيد القذافي بالتنحي وتسليم السلطة إلى الجيش بقيادة اللواء أبو بكر يونس حقنا للدماء وتجنبا لمزيد من أعمال الفوضى والعنف الدموي، كما ترددت معلومات عن تقديم المستشار مصطفى عبد الجليل، وزير العدل الليبي، استقالته من منصبه احتجاجا على إعطاء الأوامر لضرب المتظاهرين بالرصاص الحي. وانتقل الانقسام، حسب التقارير، إلى داخل الجيش الليبي، حيث قال مصدر ليبي إن كلا من اللواء عبد الفتاح يونس والعميد سليمان محمود وثمانية ضباط آخرين أعلنوا أنهم سيتجهون إلى مدينة بنغازي على رأس قوات خاصة لحمايتها وللقضاء على المرتزقة الأفارقة. ووردت معلومات عن استسلام عناصر من قوات الجيش والأمن الموالية للقذافي في عدة مدن ليبية، خاصة في الشرق، وانضموا إلى المتظاهرين في مشهد يدلل على قرب سقوط النظام.