كثفت السلطات اليمنية من انتشار قواتها الأمنية، صباح أمس الثلاثاء، في العاصمة صنعاء والمدن التي تشهد تظاهرات مطالبة بإسقاط النظام السياسي. ولوحظ انتشار الدوريات العسكرية والمصفحات بشكل غير مسبوق بصنعاء خاصة قرب مقر الرئاسة اليمنية تخوفا من خروج المعتصمين في ساحة التغيير أمام الجامعة بتظاهرات إلى القصر الجمهوري، بعد معلومات وصلت إلى مصالح الأمن عن عزم المعتصمين تنظيم ''يوم الزحف'' والخروج في مسيرات احتجاجية إلى القصر الرئاسي والاعتصام هناك حتى يتنحى الرئيس صالح من الحكم. وفي المقابل تتوسع عملية الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة برحيل الرئيس صالح في معظم المدن اليمنية، حيث لم يؤثر تقلب الطقس وتساقط الأمطار على تزايد عدد المعتصمين المناهضين للنظام في العاصمة صنعاء ومدينة تعز التي تتواصل بها الاعتصامات في ظل طقس سيء. وتظاهر المعتقلون في السجن المركزي بالعاصمة صنعاء مطالبين بإسقاط النظام، حيث قُتل سجينان وجرح العشرات في مواجهات بين رجال الأمن والسجناء خلال أعمال شغب اندلعت، ليلة أمس الأول الإثنين، إثر هتافات للسجناء تنادي بسقوط نظام الرئيس صالح، ما تسبب في مقتل سجينين وعشرات الجرحى إثر هتافات مطالبة بإسقاط النظام. وأكدت منظمة حقوقية أن ما يقارب 21 سجينا أصيبوا بالاختناق نتيجة القنابل الغازية المسيلة للدموع التي أطلقت باتجاههم. ومن جهتها أعلنت الداخلية اليمنية أن الرئيس صالح أمر النائب العام بالتحقيق في أحداث المواجهات بين السجناء وقوات الأمن. كما شهدت محافظة إب وسط اليمن تظاهرات للآلاف من المواطنين المطالبين بإسقاط النظام. وقالت مصادر محلية إن المتظاهرين اخترقوا الحواجز الأمنية ليصلوا إلى ساحة الحرية تضامنا مع الضحايا من المعتصمين إثر إصابة ما يقارب 44 شخصا معتصما من قبل العناصر الموالية للحكومة اليمنية ويطلق عليهم (البلطجية) مطلع الأسبوع الجاري. وامتدت حركة الاحتجاج المطالبة بإسقاط الرئيس علي عبد الله صالح إلى منطقة مدينة ذمار التي ظلت وفية للرئيس صالح، وخرج ما يزيد عن العشرة آلاف متظاهر في مدينة ذمار الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء وعلى بعد ستين كيلومترا، والتي ينحدر منها كل من رئيس الوزراء ووزير الداخلية.