تجاوز عدد ضحايا عصابة مجهولة لسرقة الأموال من حسابات بريدية عبر ولايات غرداية، بسكرة، الجلفة، الأغواط، ورفلة، أدرار، تمنراست وبشار، 31 ضحية إلى حد الآن. تخصصت هذه العصابة في السطو على مبالغ مالية قدّرت بين 10 و50 مليون سنتيم من حسابات بريدية، تشتبه مصالح الأمن بأن لهذه المجموعة صلة بتزوير وسرقة أموال من حسابات بنكية. اعترف مصدر أمني معني بالتحقيق في قضية السطو على الحسابات البريدية والبنكية في 8 ولايات على الأقل، بذكاء عناصر المجموعة التي نفذت إلى غاية الآن 31 عملية سطو على حسابات بريدية، بعد تزوير شيكات للضحايا وبطاقات تعريف وجوازات سفر ثم الاستيلاء على أموال على دفعات. وقد تمكن أفراد المجموعة من الإفلات في كل مرة من مراقبة مصالح الأمن، بتغيير أماكن تنفيذ العمليات والتنقل من ولاية إلى أخرى. وبلغ مجموع عدد الشكاوى المتشابهة في موضوع سرقة أموال حسابات بريدية وبنكية في ولايات غرداية، بسكرة، الجلفة، الأغواط، ورفلة، أدرار، تمنراست وبشار، 31 بلاغا وشكوى، تضاف إليها 3 حالات سرقة أموال من حسابات بنكية في بنوك القرض الشعبي الجزائري وبنك الفلاحة والتنمية الريفية. بدأ مسلسل السرقات منذ نهاية عام 2009 إلى غاية اليوم، حيث أودع البلاغ الأول في غرداية في ديسمبر .2009 ثم توالت البلاغات من طرف الضحايا الذي بلغ مجموعهم إلى غاية اليوم 31 مشتركا في الصكوك البريدية من 8 ولايات، أبلغوا جميعا عن سرقة أموال من حساباتهم البريدية. والمثير في هذه السرقات هو أنها جاءت متزامنة خلال شهر واحد بالنسبة لجميع الحالات وبالطريقة ذاتها تقريبا، وهي استعمال بطاقات هوية مزوّرة. ففي غرداية، تم الاستيلاء على مبلغ 42 مليون من حساب بريدي لمتقاعد من شركة سوناطراك بواسطة بطاقة تعريف مزوّرة له، وفي ذات المدينة، تم السطو على26 مليون سنتيم من حساب سائق سيارة أجرة يدعى م.س بالطريقة ذاتها. وحسب شكاوى موجهة لوكيل الجمهورية لدى محكمة غرداية، تسنى لنا الإطلاع عليها، فإن 4 أشخاص في غرداية تعرضت حساباتهم البريدية للسرقة، حيث فقد أصحابها مبالغ تتراوح بين 6 و24 مليون سنيتم. وفي ورفلة، أودع مشترك آخر شكوى في ذات الموضوع حول السطو على 18 مليون من حسابه البريدي، حسب شكوى المعنيين بالقضية. ونفس الأمر في ولاية الجلفة، حيث فقدت سيدة مبلغا فاق 50 مليون سنيتم. وحسب أصحاب الشأن، فإن القضية تبدو أكبر من كونها مجرد عمل فردي، ذلك أن الحسابات المستهدفة بالسرقة تم التعرف على المبالغ المالية الموجودة بها بدقة. كما استعملت في جميع عمليات سحب النقود التي تمت في مكاتب بريد تقع في شرق ووسط البلاد، منها في ولايات باتنة وتبسة وخنشلة والجلفة والبليدة والجزائر العاصمة، وثائق هوية مزوّرة وصكوك بريدية احتياطية، ويعتقد بأن الأمر لا يتعلق بتسع ضحايا سبعة منهم في ولاية غرداية فحسب، بل قد يتعدى لعشرات الحالات، خاصة مع تأخر الكشف عن حالات السرقة بالنسبة للضحايا، حيث اكتشف أغلبهم فقدان سحب النقود من حساباتهم عن طريق الصدفة.