في وقت تتواصل المجازر في ليبيا ويتجه الوضع هناك إلى الانهيار، لم يفلح الغرب الممثل سواء من قبل الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي في أن يتوصل إلى موقف موحد حول الوضع في ليبيا، وأصبحت التحركات بدون عنوان لوضع حد للفوضى هناك، مما يوحي بأن المصالح في ليبيا جعلت من المبادرة الدولية مشلولة، في وقت تبقى الجامعة العربية خارج كل الحسابات. نجح العقيد القذافي إلى حد بعيد في خلط أوراق المجموعة الدولية بخلق توتر بيّن في المواقف. فإضافة إلى مواصلة سفك الدماء، أحدث القذافي شللا شبه كلي في المبادرة الدولية. إذ بادر في المجال الدبلوماسي بإرسال موفدين إلى مصر والبرتغال وبروكسل وفي جميع الاتجاهات لكسر محاولات الثوار في جلب الدعم. ثم هاجم فرنسا المساندة للثوار الذين أسسوا مجلسا انتقاليا ببنغازي. حيث ذهبت الوكالة الليبية الرسمية إلى حد تهديد الرئيس الفرنسي بالكشف عن ''سر خطير'' سوف يطيح به. ويتعلق الأمر بتمويل حملته الانتخابية. قد يكون القذافي شارك في ضخ الأموال في جيب المرشح ساركوزي في مواجهة الاشتراكية سيغولان رويال. وتبذل فرنسا جهدا ملحوظا في إقناع الأوروبيين بالاعتراف بثوار بنغازي. وقد نجح جوبي في إقناع الروسي لافروف في تغيير موقفه. حيث أعلن هذا الأخير أن بلده تدرس ''الخطة الرامية إلى فرض حظر جوي على ليبيا''. وقال الأمين العام للناتو، فوغ راسموسن، إن الرقابة على البحر المتوسط اتسعت على مدار 24 ساعة، عوض 10 ساعات، كما كان عليه الحال منذ .2009 إذ تقوم طائرات ''أواكس'' منذ نهار أمس بمسح كل الحوض المتوسطي. لكن التناقضات بين الحلفاء بدت واضحة. وجاء تصريح راسموسن قبل شروع الاتحاد الأوروبي في التباحث مع الناتو في كيفية الحظر الجوي. وقال وزير الدفاع البريطاني، وليام فوكس، إن الحظر الجوي ''لا يتطلب تحطيم الدفاع الجوي''، عكس ما قاله الناطق باسم البنتاغون منذ أيام والذي اشترط تحطيمه. كما يشار إلى أن فرنسا وبريطانيا تقومان بحملة شرسة لإقناع الاتحاد الأوروبي بالإسراع في غلق الفضاء الجوي في وجه القذافي. والتقي أمس وزراء خارجية الاتحاد في مأدبة غداء لتحضير القمة التي تجمع اليوم القادة الأوروبيين ببروكسل. كما تم مساء أمس التشاور بين 27 ويزرا أوروبيا من بينهم 21 شريكا في الناتو والأمريكي روبت غيتس في أمر الحظر. وكان الوزير الفرنسي قد اشترط ألا يكون التدخل العسكري الخارجي تحت جناح الناتو. وامتنع راسموسن عن التعليق على موقف فرنسا، لكنه أعلن عن تعزيز تواجده في المتوسط. بعيدا عن بروكسل، قال جيمس كلابر، رئيس المباحث الأمريكي إن نظام الدفاع الجوي الليبي هو الأقوى في المنطقة، بعد نظام مصر، في مداخلة أمام مجلس الشيوخ. وطالبت ألمانيا وبريطانيا أعضاء الاتحاد الأوروبي بعدم التعامل مع النظام الليبي، في رسالة وجهها وزيرا البلدين إلى رئيسة الدبلوماسية الأوروبية أشتون. أما وزير خارجية البرتغال، لويس أمادو، فقال لمبعوث القذافي إن ''نهاية نظام القذافي وشيكة، من وجهة نظر المجموعة الدولية''. فيما جدد البرلمانيون الأوروبيون مطالبة أشتون بالاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي، في لائحة صوّتوا عليها أمس بالأغلبية الساحقة. وأعلنت هيلاري كلينتون أنها ستلتقي بممثلي الثوار الليبيين في مصر وحذرت من أي تحرك أحادي ضد ليبيا. وأغلقت باب سفارة ليبيا بواشنطن.