تشرع المؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر 1954 بوهران، في الأيام القليلة المقبلة في إجراء عمليات جراحية جد حساسة بالتنسيق مع كوادر طبية عالمية، حيث تم برمجة إجراء أول عملية زرع كبد في المنطقة فضلا عن 22 عملية زرع كلى. وبعد العراقيل الكبيرة التي واجهت إقلاع المؤسسة الاستشفائية الجديدةبوهران غضون السنوات الماضية، تتهيأ هذه الأخيرة لخوض تجربة نوعية في إطار المهام الخاصة التي يتضمنها قانونها الأساسي، حيث أكد السيد منصوري المدير العام للمستشفى في تصريح أدلى به ل''الخبر'' أمس، بأن المؤسسة ستعرف نهاية الشهر الجاري إجراء أولى عمليات زرع الكبد على يد طاقم طبي متخصص سيشرف عليه البروفيسور ''كاستان'' الذي يعمل بمستشفى ''بول بروس'' الفرنسي، والذي يعد من أهم الخبرات العالمية في هذا المجال، حيث يُجري معدل 140 عملية زرع كبد في السنة. وحسب ذات المتحدث، فإن المستشفى هيأ ستة مرضى لإجراء عمليات زرع كبد انطلاقا من نهاية الشهر الحالي، وذلك بمعدل عمليتين كل شهر حيث من المقرر أن يصل البروفيسور كاستان يوم 19 مارس الجاري إلى وهران من أجل الإشراف على الروتوشات الأخيرة، قبل أن يخوض أولى العمليات أسبوعا بعد ذلك بمرافقة أطباء جزائريين، ستسمح لهم تجربة الاحتكاك مع هذا الطبيب العالمي المختص بنقل الخبرات لاستئناف العمليات بعد ذلك دون أي إشراف أجنبي، ولاسيما أن بعض أطباء المستشفى المعنيين بهذه العمليات خضعوا مؤخرا لتربصات في الخارج، مضيفا بأن المؤسسة الاستشفائية النموذجية بوهران ستجتهد في ديمومة هذه العمليات الثقيلة والحرجة من أجل تخفيف الغبن على قطاع كبير من المرضى، باعتبار أن المؤسسات الصحية الجزائرية لم تعرف سوى عمليات محدودة في زرع الكبد شهدها مركز بيار ماري كيري بالعاصمة قبل سنوات لتتعثر فيما بعد. ومن جانب آخر، تتهيأ الطواقم الطبية لإجراء جملة من عمليات زرع الكلى، حيث تم برمجة 22 عملية لحد الساعة سيتم إجراؤها على فترات متلاحقة من السنة بعد أن تم التأكد من التطابقات اللازمة بين المرضى والمتبرعين وفق التشخيصات الطبية التي خضعوا لها مؤخرا، الأمر الذي يُعد سابقة طبية بالنظر إلى الكم الهائل من العمليات المقررة من شأنها تخليص مرضى القصور الكلوي من ارتباطهم الدائم بآلات تصفية الدم. ورغم العدد المعتبر للعمليات المبرمجة، إلا أنها تبقى غير كافية، حيث اعترف السيد منصوري بوجود قائمة انتظار تضم أكثر من 500 مريض بالناحية الغربية للبلاد فقط، الأمر الذي يوضح حالة الغبن الكبيرة التي تعاني منها هذه الشريحة والتي يمكن التخفيف من حدتها في المستقبل المنظور، في حال نجاح التجربة النموذجية التي يخوضها مستشفى وهران، والتي تهدف إلى تسهيل عمليات زرع الأعضاء عن طريق جثث المرضى الذين يثبت موتهم إكلينيكيا، من خلال بطاقية وطنية تعكف لجنة مختصة على تحضيرها تتضمن أسماء كل الحالات المرضية الميئوس من علاجها.