تعكف حاليا المؤسسة الاستشفائية، أول نوفمبر بوهران، على التحضير لتجربة نموذجية تهدف إلى تسهيل عمليات زرع الأعضاء عن طريق جثث المرضى الذين يثبت موتهم إكلينيكيا، حيث تم تنصيب لجنة طبية خاصة ستعمل على إنجاز مشروع بطاقية تقنية توضح بدقة أسماء المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات زرع في كامل الجهة ونمط الأعضاء التي تتناسب مع أجسامهم. وفي إطار التحضيرات الأولية لهذا المشروع الاستراتيجي، أكد السيد محمد منصوري المدير العام للمؤسسة الاستشفائية في تصريح أدلى به ل''الخبر''، بأن اللجنة المشكلة من طواقم إدارية وطبية من مختلف الاختصاصات، ستعقد اجتماعها الثاني يوم 21 نوفمبر المقبل لوضع الروتوشات الأخيرة لمباشرة العملية على أرض الواقع؛ حيث سيتم تجميع أسماء كل الحالات المرضية الموجودة في محور الناحية الغربية للبلاد في شكل بطاقات تقنية تبين درجة تأثر أعضائهم المريضة ونمطها، من أجل تسهيل برمجة عمليات الزرع التي ستتم لاحقا، فور توفر الأعضاء موضوع الزرع بعد الحصول على موافقة أهالي المرضى الذين يثبت موتهم على مستوى الدماغ. مؤكدا بأن البطاقية ستتوسع لاحقا لتصبح وطنية، خاصة أن المستشفى ذو طابع وطني ويتمتع بقانون أساسي خاص. وحسب ذات المتحدث، فإن ''هذا المشروع الذي تهم المؤسسة بتجسيده في إطار المهام الخاصة التي أنشأ لأجلها لا تواجهه أية عراقيل من الناحية القانونية أو الدينية، باعتبار أن هناك نصوصا قانونية ترخص الاستعانة بأعضاء جثث المرضى الذين تثبت وفاتهم من أجل القيام بعمليات زرع هذه الأعضاء بهدف إنقاذ حياة قطاع كبير من المرضى الذين يئسوا من العلاج، فضلا عن وجود فتوى دينية من الهيئات الوصية تجيز ذلك، بدليل أن هذه العمليات تتم في أغلب الدول الإسلامية بما في ذلك المملكة العربية السعودية''. مضيفا بأنه ''سيتم تشكيل وفد من الأطباء المختصين مهمتهم إقناع أهالي المرضى الذين تثبت وفاتهم الدماغية لحملهم على الموافقة على الترخيص من أجل أخد أعضاء ذويهم لإنجاح عمليات الزرع. علما أن جثة مريض واحد بإمكانها إنقاذ حياة خمسة مرضى يعانون من مضاعفات مختلفة على غرار القلب، والكلى، والرئة، والبنكرياس وغيرها''. وعلى صعيد سير المؤسسة والمشاكل الكبيرة التي واجهت إقلاعها، رغم الأموال الضخمة التي استهلكتها، أكد السيد منصوري بأن ''كل المصالح التي توجد داخل حرم المؤسسة والمقدّر مجموعها ب42 مصلحة تم افتتاحها بشكل رسمي، وستصبح عملية بنسبة مائة بالمائة قبل نهاية السنة الجارية''. مضيفا بأن ''عمليات تركيب العتاد الطبي الذي كلّف مبلغ 600 مليون دولار انتهت عن آخرها، بما في ذلك مصلحة الطب النووي''. أما بخصوص مشروع الاستعانة بالكنديين لتسيير المؤسسة، أوضح ذات المتحدث بأن هذا الأخير أصبح في خانة الماضي باعتبار أن أغلب الاقتراحات التي أدرجها الكنديون في مشروعهم تم تجسيدها بفضل الإطارات الطبية والإدارية المحلية، ''الأمر الذي يغنينا عن خوض هذه التجربة التي تكلف مبالغ مالية طائلة دون أي داع''، مضيفا بأن المستشفى سيتولى ضمان الاستعجالات الخاصة بالتدخلات الجراحية المعقدة والثقيلة عن طريق استقبال المرضى من كل أنحاء الوطن، خاصة أن هناك تخصّصات جراحية ينفرد بها على غرار عمليات جراحة الفك، فضلا عن عمليات زرع الأعضاء، حيث تمت برمجة ست عمليات لزرع الكلى بداية ديسمبر المقبل، بالإضافة إلى أول عملية لزرع رئة ستتم بالتنسيق مع مستشفى كاستين بفرنسا بعد الحصول على موافقة وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات.