تواجه رؤوس الأيل البربري في موطنها بالجبال الغابية بولاية الطارف، خطر الانقراض، جراء عمليات الصيد الإبادية، في غياب أدنى حماية لهذا الحيوان الذي تتخذه الولاية رمزا مميزا لها. تفيد مصالح محافظة الغابات وسكان الأرياف في محيط الجبال الغابية، بأن ما تبقى من رؤوس الأيل البربري، أو ما يطلق عليه محليا ''بقر الوحش''، يستقر بأدغال غابات محمية جبال بني صالح بدائرة بوحجار وجبل الدير بين بلديتي عين الكرمة والزيتونة الحدوديتين، وجبال قمة الغرة ببلدية بوقوس الحدودية وجبال بوعباد ببلدية الشافية، بينما انقرضت بباقي المساحات الغابية الموصولة بشبكة الطرقات البلدية الغابية والمسالك الجبلية، أمام تنقل قوافل الصيادين الذين يمشطون هذه المساحات الغابية في عمليات صيد إبادية، يؤكد السكان، بأنها مشكّلة من أفراد تنتمي إلى مؤسسات الدولة الأمنية والمنتخبة والمقاولين، مدججين بمختلف أنواع الأسلحة النارية المدنية الخفيفية، يلاحقون الرؤوس النادرة. ويتزوّد الصيادون بذخيرة الصيد المهرّبة من الشريط الحدودي لانعدامها في السوق المحلية، كما يجنّدون مجموعة من الشباب البطال من سكان المنطقة للتوغل بأدغال الغابات ووديانها وينابيعها الجبلية، موطن مرعى هذا الحيوان، قصد إخراجه من المناطق الوعرة، ومن ثم تسهيل ملاحقته وقنصه بسلاح الصيد الناري. وحسب الإحصائيات الرسمية، فإن عدد الرؤوس الناجية من الصيد الإبادي لا تتجاوز في الوقت الراهن 100 رأس، متفرقة في قطعان صغيرة متشردة ببعض الأدغال الجبلية، في حين تنعدم الجمعيات المعنية بهذا الحيوان التي بإمكانها التعاون مع مصالح الغابات لحمايته من عمليات الصيد الإبادي. ويكشف سكان الشريط الحدودي بأن جهات منظمة في الضفة التونسية تعمل بكل الطرق والحيل لجلب أكبر عدد من رؤوس الأيل البربري إلى التراب التونسي، وحجزها في حظائر غابية مسيّجة ومحمية، لمنع عودتها إلى موطنها بالجبال الغابية في التراب الوطني. ومن مميزات هذا الحيوان، حسب تصنيفه وتعريف طقوسه وحياته البرية، أنه بني اللون منقط ببقع سوداء، متوسط القامة شامخ الهامة، ويفضل الغابات الشامخة وأدغالها الرطبة المحيطة بالوديان الجارية والينابيع الجبلية وما يتوسطها من سهول جبلية صغيرة ليقضي بعض الوقت للاستمتاع بأشعة الشمس. وفي ظل غياب الحماية وعمليات الصيد الإبادي، يتوقع الخبراء المتتبعون لهذا الحيوان الثدي أن ينقرض نهائيا في أقل من ال10 سنوات القادمة.