تفضل العائلات الطارفية الترفيه على ضفاف البحيرات للإحساس بالبرودة والنسمات المنعشة، خاصة مع ارتفاع معدل درجة الحرارة، أين يجد الزوار الغابات وأشجار الزيتون والصنوبر الحلبي والدردار، كمنتجعات سياحية تلطف الجو وتعبق أريج المناطق الرطبة والمروج الخضراء• جمال المنطقة يكمن في حركة الطيور المائية وسط الأعشاب والزهور العائمة فوق سطح الماء والينابيع التي لا تبعد كثيرا عن المحيط اللصيق بالبحيرات الثلاث، بحيرة طولفة شرق القالة التي تتربع على مساحة 2600 هكتار ويربطها مع شاطئ المسيد مجرى مائي على طول 1200 متر ، والذي يعتبر فضاء خصبا لسمك الحنكليس• وعلى بعد أمتار من بلدية عين العسل تتربع بحيرة المالحة على مساحة 8600 هكتارا وهي تعد ممرا لأنواع كثيرة من الأسماك والقشريات والرخويات البحرية الأخرى• والجدير بالذكر أن البحيرات أضحت محطات لمأوى الطيور المحلية والمهاجرة والتي يقدر عددها ب 20 ألف طير قادمة من شرق آسيا وأوروبا وجنوب إفريقيا• وقد أكد مستشار في البيئة أن هذه البحيرات تعبر فضاء بيئيا حساسا لمختلف النظم البيئية ومقياسا للتوازنات المناخية• وخلال زيارتنا لولاية الطارف لاحظنا قدوم عدد هائل من المرضى إلى الحمامات العلاجية، وأهمها الحمام المسير تقليديا سيدي طراد الحدودي ببلدية الزيتونة بنسبة تدفق سطحي 7 لتر في الثانية ،مع تدفقات باطنية تصب في الوادي المحاذي للحمام الذي يعتبر مكسبا طبيا هائلا في معالجة عدة أمراض، منها أمراض النساء والربو والأمراض الجلدية والروماتيزم، بالإضافة إلى حمامات أخرى مسيرة تقليديا مثل حمام بني صالح وحمام سيدي جاب الله المحاذي للسلسلة الجبلية والمجاري والسواقي المائية العذبة المنحدرة من أعالي الجبال• وقد جهزت مديرية السياحة المنتجعات الغابية بالكراسي الخشبية تحت أشجار الدردار الممتدة في الوسط الغابي الساحر، الذي يتكون من فصائل وأنواع مختلفة للنباتات والأدغال التي تسكنها حيوانات برية منها الأيل البربري الأطلسي• ومع انطلاق موسم الإصطياف ستتحول ولاية الطارف إلى منتجع سياحي هائل خاصة مع تفعيل برامج سهرات الصيف المفتوحة على أغاني الأندلسي والمالوف العنابي•