القذافي قد يستعمل صواريخ أرض جو لمواجهة الحظر الجوي على ليبيا فسّر مستشار الكونغرس الأمريكي لشؤون الإرهاب، وليد فارس، حالة الغموض بشأن قرار دولي لفرض حظر جوي على ليبيا بتداعياته العسكرية الكبيرة، سواء على ليبيا أو على الجهة التي ستفرض قرار الحظر، سواء كان مجلس الأمن أو حلف الناتو. قال الدكتور وليد فارس في اتصال مع ''الخبر'' من واشنطن إنه ''من الناحية القانونية، توجد الصلاحيات بيد مجلس الأمن لإصدار مثل هذا القرار وهو ما لم يتقرر بعد، لكن للمنظمات الإقليمية دورا أيضا في العملية، كحلف شمال الأطلسي بالتنسيق مع منظمات إقليمية أخرى كالجامعة العربية''. وأوضح مستشار مكافحة الإرهاب بقوله ''إذا لم يتم التوصل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى قرار فرض حظر جوي، بإمكان تنسيق ثنائي بين حلف الناتو والجامعة العربية للقيام بهذا الأمر''. وقدّر المتحدث أن ''دولة مثل إيطاليا سيكون لها دور محوري في تطبيق الحظر الجوي على ليبيا انطلاقا من تسخير قواعدها الجوية والبحرية لهذا الغرض''. لكن المشكلة، حسب الخبير العسكري، تكمن في تداعيات القرار على ليبيا والجهات التي ستتبنى القرار، مشيرا إلى ''قلق أمريكي يتزايد من هذا الموضوع''. وبالنسبة للدكتور وليد فارس، فإن الحظر الجوي نوعان، كلي وجزئي، ويفصّل قائلا: ''الحظر الجوي الكلي يقضي بمنع الطائرات التابعة للأسطول الجوي الليبي، أيا كان نوعها، من التحليق في كل الفضاء الليبي، أما الحظر الجوي الجزئي، فهو يمنع طائرات سلاح الجو الليبي من التحليق فوق مواقع الاشتباكات، وهي الآن الشريط الساحلي من بنغازي وحتى طرابلس، ويستثني هذا الحظر منطقة الصحراء الليبية في الجنوب، بحيث يمكن للطيران الليبي التحليق في هذه المنطقة''. أما بخصوص الامتداد الزمني للحظر الجوي الذي يجري الحديث بشأنه، فأوضح الخبير الأمني بالقول: ''ما فهمناه هو أن الجامعة العربية طلبت حظرا جويا مؤقتا ينتهي بسقوط نظام القذافي، أي حتى يصبح العقيد الليبي غير قادر على استعمال سلاح الجو في معركته ضد قوات المعارضة''. وردا على سؤال حول رد فعل القذافي في حال تم فعلا فرض حظر جوي على ليبيا، سواء كان كاملا أو جزئيا، أوضح مستشار الكونغرس الأمريكي لشؤون الإرهاب أن ''الاعتقاد الأولي هو أن القذافي سيستعمل بطاريات أرض جو وسيدخل في حرب مع الجهات التي تتولى تطبيق قرار الحظر''، مشيرا إلى ''امتلاك القذافي سلاح جو ودفاعات جوية قادرة على إسقاط الطائرات، وهنا قد تتحول المعركة إلى البر، لأن حلف الناتو لن يبقى في موقف المتفرج بل سيتحرك لضرب بطاريات قوات القذافي، وهذا هو المشكل في كل القصة، حيث تتحول القصة إلى حرب بين القذافي وبين قوى خارجية''. لكن المتحدث يستدرك قليلا ويقول: ''يبقى هناك احتمال أن القذافي قد يتخوف من خسارة معركة معنوية لسلاح الجو لديه إذا دخل في حرب مع الناتو مثلا، فمهما كانت قوة القذافي الجوية فهي لن تتفوق على الحلف الأطلسي''.