أكد وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أن بلاده ستسلم قيادة العمليات العسكرية في ليبيا قريبا، وأن الشعب الليبي هو الذي سيقرر مستقبل بلاده، مشددا على محدودية هذه العمليات، في وقت يعقد فيه ممثلون عن الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (ناتو) مزيدا من الاجتماعات سعيا لبلورة قرار بشأن التدخل العسكري في ليبيا وقيادات العمليات وقال غيتس إن الولاياتالمتحدة لن يكون لها دور بارز في الائتلاف الذي سيعمل على فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا، متوقعا تسليم “المسؤولية الأساسية” عن المهمة لآخرين في غضون أيام. كما أشار إلى أن بلاده تريد أن تبقى ليبيا موحدة وأن تجزئتها إلى أراض تسيطر عليها كتائب القذافي في الغرب وأرض يسيطر عليها الثوار في الشرق سيكون “صيغة حقيقية لعدم استقرار دائم”. وجاء حديث غيتس وسط قلق متزايد بين الساسة الأمريكيين بشأن مدى وطبيعة المهمة في ليبيا، وبعد اعتراف رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأميرال مايك مولن بأن الهجوم على قوات القذافي قد يؤدي إلى طريق مسدود. وكان مولن قد صرح لقناة “سي بي إس” التلفزيونية الأمريكية بأن العملية الجوية في ليبيا لها مدى واضح ومحدد بحيث تركز على حماية المدنيين ومساعدة الجهود الإنسانية، مؤكدا أنها لا تهدف إلى إقصاء القذافي عن الحكم. وأشار مولن إلى أن حظر الطيران الفعلي فوق ليبيا دخل حيز التنفيذ وأنه ليس هناك علامة على وجود طيران ليبي في الجو الآن. لكنه قال إن نتيجة العمل العسكري لا تزال “غير مؤكدة إلى حد بعيد”. وقد أثارت هذه التصريحات قلق أعضاء كبار بالحزب الجمهوري الذين طالبوا الرئيس باراك أوباما بإعطاء مبادئ واضحة للمهمة في ليبيا، وعكسوا بذلك القلق من احتمال تورط القوات الأمريكية في عملية مكلفة تمتد لفترة طويلة وتفتقر لأهداف محددة. من جهة أخرى يعقد ممثلون عن الدول الأعضاء في حلف الناتو مزيدا من الاجتماعات سعيا لبلورة قرار بشأن التدخل العسكري في ليبيا وقيادات العمليات. وقال دبلوماسي بالحلف إن تركيا العضو بالناتو التي أبدت اعتراضها على التدخل في ليبيا أعاقت في وقت سابق التوصل لاتفاق بين السفراء، مما دفع سفراء دول الحلف إلى تحديد اجتماع آخر اليوم للاتفاق على تنفيذ الخطة المتعلقة بفرض تطبيق حظر السلاح. وقالت المتحدثة باسم الحلف أوانا لونجيسكو لوكالة الأنباء الألمانية إن سفراء الناتو وافقوا على خطة عملية بفرض حظر على الأسلحة، في حين ستتواصل المباحثات بشأن خطة تنفيذ العنصر الرئيسي للقرار الأممي رقم 1973 الصادر الخميس الماضي والمتمثل بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا. وقال دبلوماسي إن فرنسا تعارض التنازل عن القيادة للناتو، حيث ترى باريس أن التحالف العسكري الغربي لا يتمتع بسمعة طيبة بالعالم العربي نتيجة تدخله بأفغانستان مما قد يتسبب في استعداء الرأي العام إذا تولى دورا بارزا. وتشير وكالة الأنباء الألمانية بهذا الصدد إلى أن جميع قرارات الناتو يجب أن تتخذ بالإجماع، مما يعني أن أي عضو بالحلف يمتلك حق النقض. وتشارك الدوحة في فرض حظر الطيران فوق ليبيا بموجب قرار مجلس الأمن. وقد انطلقت طائرتان قطريتان صباح أمس من مطار الدوحة الدولي نحو ليبيا تحملان أجهزة ومعدات بعضها لتلبية الاحتياجات المدنية كأنابيب الغاز ومولدات للطاقة.