الجزائر وتركيا وفنزويلا يمكن أن تقوم بوساطة لمنع تقسيم ليبيا كشف العميد الركن الدكتور هشام جابر، أن ''واشنطن فتحت حسابين بنكيين، أحدهما للثوار وآخر للقذافي، لضخ أموال النفط الليبي، في سياق التموقع مع أحد الطرفين بعد نهاية الأزمة''، معبرا عن قناعته بأن ''الجزائر أو تركيا أو فنزويلا يمكن أن تقوم بالوساطة لتجنيب ليبيا فظاعة الانقسام كما حدث في الصومال''. وقال العميد الركن المتقاعد من الجيش اللبناني، هشام جابر، في اتصال مع ''الخبر'' من بيروت، إنه ''يحوز على معلومات متواترة تم التأكد منها، بشأن قيام الولاياتالمتحدة في الأيام العشر الأولى للانتفاضة الليبية بفتح حسابين للنفط الليبي، أحدهما للثوار وآخر للقذافي''، مضيفا: ''في الأسبوع الأول بعدما سيطر الثوار على عدة مواقع للنفط، جرى التنبؤ في واشنطن بالمستقبل القريب، ثم اتخذ القرار بفتح هذين الحسابين''. وقال الخبير العسكري إن ''واشنطن لم تضخ بعد أية أموال في الحسابين لأن ليبيا لم تبع لها النفط، وإنما جرى فقط فتح الحسابين البنكيين كإجراء احترازي لتطورات الوضع، إما في صالح الثوار أو في صالح القذافي''. عسكريا، يرى العميد الركن أن ''الضربات العسكرية أعادت إلى حد كبير ميزان التعادل العسكري بين الثوار والقذافي، لكن النزاع المسلح لن يحسم المعركة''. مشيرا إلى ''جدل غربي حول ما إذا كان القذافي بحد ذاته هدفا عسكريا أم لا، وهذا سيؤثر على قرار تكثيف قصف باب العزيزية من عدمه''. ويعتقد الدكتور هشام جابر أن ''تسوية مشرفة وآمنة لخروج القذافي ستحول دون تقسيم ليبيا إلى مناطق نفوذ''. ويرشح للقيام بهذا الدور دولا مثل الجزائر وتركيا وفنزويلا، حيث يقول إن ''هذه الدول الثلاث ما تزال تحظى بقبول لدى الطرفين المتصارعين، والجزائر مثلا لم تتورط في الأزمة الداخلية، بخلاف دول عربية أخرى''. أما تركيا، فيعتبر المتحدث أن ''موقفها ما يزال متوازنا من الجميع في ليبيا، وبإمكان طيب رجب أردوغان الوساطة''. وفيما يتعلق بفنزويلا، كشف العميد الركن أن ''هوغو تشافيز اقترح على القذافي الإقامة الآمنة والمكرمة وإسقاط المتابعات الدولية في حقه مقابل التنحي''. وبخصوص خيار التنحي الذي يرفضه القذافي، يرى الخبير العسكري أن ''هذا الخيار سيفرض على العقيد عندما تضيق عليه دائرة الخناق حتى من المقرّبين إليه، لأن القذافي إذا كان يريد الموت في ليبيا، فأولاده يريدون الحياة ولديهم أموال كثيرة، ولدينا معلومات عن انشقاق في بيته العائلي بهذا الشأن''. وفي ضوء المعطيات على الأرض، يستشرف العميد الركن مآلات الحالة الليبية، بأنها ''قد تكون صومال ثانية أو كوت ديفوار، حيث سيكون فيها دولة في بنغازي وأخرى في طرابلس، كما هو الشأن في أبيدجان التي يوجد بها رئيسان، غباغبو في القصر وواتارا في الفندق، وكلاهما يتحدث مع العالم كرئيس شرعي منذ ستة أشهر''.