قضت محكمة الجنايات لمجلس قضاء المسيلة بإدانة المتهم ''ب.ك''، 22 سنة، بجناية محاولة القتل عن طريق التسميم مع سبق الإصرار والترصد والسرقة المقترنة بالعنف والتهديد، وانتحال وظيفة ممثلة في صفة ضابط شرطة، حيث حكمت عليه ب12 سنة سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 50 ألف دينار. وقائع القضية التي أقدم من خلالها شاب من قرية تاجموت بلدية بربرة بولاية الشلف، على اتخاذ إقليم ولاية المسيلة لاستدراج ضحاياه، تعود إلى 23 نوفمبر 2009 عندما تقدم هذا الأخير في حدود الساعة السادسة مساء من صاحب سيارة فرود، كان يسترزق بمحطة نقل المسافرين الواقعة بالمدخل الجنوبي لمدينة المسيلة، وعرض عليه إيصاله إلى منطقة المعذر ببوسعادة نظير مبلغ 600 دينار، وهو العرض الذي وافق عليه الضحية. وفي مخرج المدينة، طلب منه التوقف أمام محطة البنزين كي يتناول وجبة العشاء قبل الوصول إلى المكان المطلوب، فامتثل لرغبته وعرّج بالقرب من هذه الأخيرة وبقي ينتظره داخل السيارة. ولدى عودته، أحضر له معه أكلا خفيفا، وبدأ معه في الحديث الذي تفرع إلى أوجه عدة عرف خلاله عن نفسه، حيث قال له بأنه يعمل كضابط شرطة وجاء لمقابلة صديق قديم له، وما هي إلا لحظات حتى بدأ الضحية يشعر بآلام تمزق بطنه. هنا، عرض عليه المتهم أن يتولى قيادة السيارة بدله قصد إيصاله إلى المستشفى. وعلى خلاف ما اتفق عليه، قام المتهم بتغيير مسار السيارة باتجاه طريق مظلم وخال من أي حركة، وهناك أمر الضحية بالنزول من السيارة. وعندما أبدى هذا الأخير رفضه لذلك، أخرج مسدسا وقام بتوجيه ضربة له بأخمسه على مستوى رأسه ثم أنزله بالقوة من السيارة. ولم يقف عند ذلك، بل تعدى ذلك إلى رشه بالغازات المسيلة للدموع، وفر تاركا إياه لمصيره المحتوم. ومن حسن حظ الضحية أن دورية لمصالح الدرك كانت تمر صدفة بالمكان فأنقذته، وبنفس السرعة أيضا تم إلقاء القبض على الجاني. وكشفت أطوار الجلسة أن المتهم مسبوق في قضية من نفس النوع، وسبق أن حكمت فيها محكمة الجنايات بالمسيلة السنة الماضية وأدانته فيها ب15 سنة سجنا نافذا، بتهمة السرقة وانتحال وظيفة ضابط شرطة، حيث كانت ضحيته فيها هذه المرة امرأة من ولاية سطيف، استدرجها المتهم إلى وادي بوسعادة، وهناك قام بتجريدها من ملابسها وربطها إلى جذع شجرة قبل سلبها سيارتها.