الأساتذة يرفضون لقاء الوزارة والكناباست تنزل إلى الميدان للتأييد شهد اليوم الثامن من اعتصام الأساتذة المتعاقدين تصعيدا واسعا من قبل قوات الأمن التي دخلت في مشادات مع الأساتذة، أسفرت على تسجيل جريحين في صفوف الأساتذة، فيما أفشل الأساتذة محاولة انتحار اثنين من زملائهم. دخل الاعتصام أسبوعه الثاني دون أن تتضح بوادر لانفراج الأزمة التي بدأت تتفاقم بسبب الحالة الصحية المتدهورة لعدد من الأساتذة، بسبب المبيت في الشارع تحت الظروف المناخية المضطربة، خاصة بعد تهاطل الأمطار خلال الأسبوع الماضي، ما تسبب في إصابة عدد كبير منهم بالزكام، وانجرت عنه مضاعفات متفاوتة في ظل غياب تكفل صحي باستثناء المساعدات التي يشرف عليها أساتذة من داخل الاعتصام، كما انجر عن قلة الأكل والنوم مضاعفات عديدة، حيث نقل أستاذ أمس على جناح السرعة إلى المستشفى بسبب أزمة حادة في المعدة. في المقابل تسببت الحالة النفسية المتردية لبعض الأساتذة إلى اللجوء للانتحار، حيث أعاد أمس أستاذ من ولاية أدرار محاولة انتحار بالبنزين هي الثالثة منذ بداية الاعتصام، وتمكن زملاؤه من توقيفه، كما تم إفشال محاولة أخرى لأستاذ من ولاية البويرة حاول الانتحار بنفس الوسيلة. من جهتها لجأت قوات الأمن خلال اليومين الأخيرين إلى اتباع طرق الاستفزاز، حيث نشبت اشتباكات بين الطرفين، تعرض خلالها أحد المعتصمين للضرب من قبل عون أمن بواسطة مكبر الصوت الذي انتزع من أحدهم بالقوة، أسفر على إصابته تحت العين، نقل بعدها إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما تعرض أستاذ آخر لجروح على مستوى الفم أثناء الاشتباكات. وقد شهد اليوم الثامن نزول رؤساء مكاتب الولايات لنقابة ''الكناباست'' إلى الميدان للإعلان عن مساندتهم المطلقة لهم، حيث صرحوا ل''الخبر'' بأن عمل الأساتذة المتعاقدين انطلاقا من عقود العمل وقضية الأجور، وصولا إلى الاستغلال الرهيب لخدماته يمثل حسبهم خرقا واضحا لقوانين الجمهورية. وفي سياق منفصل، ذكرت رئيسة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين، مريم معروف، أن وزارة التربية استدعتهم أمس بطلب من الوزير شخصيا، إلا أنهم رفضوا اللقاء، بعد الإهانة التي تلقوها من قبل الأمين العام للوزارة خلال الأسبوع الماضي، وكذا بسبب وعود الوزير في عدة مناسبات، مطالبين بقرار رسمي يقضي بإدماجهم دون قيد أو شرط، في الوقت الذي تحدث فيه باقي الأساتذة المعتصمون على استمرار التحاق زملائهم خاصة بعد فتح ملتقى الأساتذة المتعاقدين على ''الفايسبوك'' الذي استقطب أعدادا هائلة، كما نوه المعتصمون بتضامن زملائهم الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بهم، إلا أنهم قطعوا لهم وعدا بغلق مديريات التربية عبر الولايات التي يتواجدون بها الأحد المقبل تاريخ استئناف الدراسة، إذا لم تسارع الوصاية في حل قضيتهم.