مشادات مع الأمن تخلّف جرحى في صفوف المحتجين عاشت بلدية المرادية بالعاصمة أمس، على وقع اشتباكات كادت تؤدي إلى انزلاقات، بعد قطع الطريق من طرف الأساتذة المتعاقدين، قبل أن تتدخل قوات الأمن التي انتشرت بالمكان بأعداد هائلة لتفريق المتظاهرين وفتح الطريق من جديد بعد ساعتين من احتلاله. دخل الأساتذة المتعاقدون يومهم الثاني من الاعتصام بغضب واسع بعد مبيتهم أول أمس، في شوارع المرادية رغم محاولات قوات الأمن نقلهم على متن الحافلات، تعرضوا خلالها إلى الضرب حسب ما جاء في تصريحاتهم ل''الخبر''، ما أسفر عن تسجيل 7 جرحى في صفوفهم، ليغذى هذا الغضب أمس بتصريحات استفزازية من وزارة التربية جعلتهم يرمون بغضبهم إلى الشارع. وحسب ما جاء على لسان رئيسة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين مريم معروف، فإن وزارة التربية استدعت ممثليهم أمس، إلا أنهم رفضوا اللقاء، إلا أن إصرار الوصاية وتعهدها بتسليمهم قرارا رئاسيا يقضي بدمجهم جعلهم يلتحقون بالوزارة، وبعد التحاق ممثليهم بهذه الأخيرة استقبلهم الأمين العام لوزارة التربية أبو بكر خالدي، الذي صرخ بوجههم حسب تصريحاتهم وقال لهم بالحرف الواحد ''واش راكم حاكمين السماء'' في إشارة منه إلى رفضه لاعتصامهم. مؤكدا لهم من خلال الإيماءات أن مطلبهم مستحيل، إلا أن ما أثار غضب ممثلي الأساتذة أكثر هو درجة الاستهزاء بهم، بعد أن راح يحمل الهاتف ويقول ''آلو خرشي'' وكأنه يهتف لمدير الوظيف العمومي السابق جمال خرشي الذي تم إقالته الأسبوع الماضي، وهنا قال الأساتذة: ''نحن لسنا سذج لهذه الدرجة للاستهزاء بمطالبنا''، ما دفعهم إلى الانسحاب من الاجتماع قبل نهايته. وبعد هذا اللقاء الذي نعته الأساتذة ب''الفاشل'' عادوا إلى زملائهم المعتصمين وبعد إطلاعهم بحيثيات اللقاء، تفجر غضب المعنيين الذين توجهوا إلى مفترق الطرق المحاذي للرئاسة، وبعد مشادات مع قوات الأمن نجحوا في غلق الطريق بالكامل أين جلسوا بها لمدة ساعتين كاملتين، رددوا فيها كل ما جادت به حناجرهم منها مثلا: ''ياحرام ياحرام ضربونا في الظلام، في غياب الإعلام''، ''مسيرات سلمية والشرطة قمعية''، ''وزارة التربية وساطة ومحسوبية''،''يارئيس الجمهورية أين أنت من القضية''....لتتدخل قوات الأمن بعدها وتفتح الطريق بالقوة ما أدى مرة أخرى إلى مشادات بين الطرفين أسفرت على إصابة أستاذ من ولاية أدرار نقل على جناح السرعة من قبل رجال الحماية المدنية إلى المستشفى، انتشرت بعدها قوات قمع الشغب التي طوقت قصر الرئاسة بالكامل وتزوّدت بشاحنات إضافية كانت تصل تباعا، فيما واصل الأساتذة اعتصامهم على الرصيف المحاذي لقصر الرئاسة، ليبدأ انسحاب قوات الأمن تدريجيا بعد عودة الهدوء إلى المكان، في الوقت الذي أصر فيه الأساتذة المبيت بالشارع، رافضين التراجع عن خيار الاعتصام، متوعدين بآخر مماثل اليوم وإبقائه مفتوحا إلى أن يتم الاستجابة إلى مطلبهم الوحيد وهو الإدماج الفوري بدون قيد أو شرط.