اعتبر المعارض السياسي والأكاديمي السوري، عارف دليلة، أن وعود السلطة والنظام العلوي بالإصلاح غير مقنعة بتاتا، وغير ملبية لمطالب وتطلعات الشعب السوري الذي كان يأمل في الحرية ورفع الغبن عنه، وليس مساحيق تجميل ومهدئات ظرفية، حيث تزداد شرارة الانتفاضة الشعبية يوما بعد يوم. وقال الخبير في الاقتصاد السياسي، عارف دليلة، في حديثه ل''الخبر'': ''ما يحدث اليوم في سوريا هو إرهاصات للتغيير الكبير بعد احتباس للحريات الفردية والسياسية لملايين السوريين لعشرات السنوات، كما أن الوعود الزائفة بالإصلاحات والتغيير لصالح الشعب السوري، أصبحت لا تؤتي أكلها مع قناعات المواطنين، لأن الشعب تأكد أنه لا توجد نية من السلطات والنظام لإصلاح الفساد''. وأضاف المتحدث: ''رغم الأصوات المطالبة بالإصلاح، حتى من أحزاب السلطة نفسها، خاصة في مؤتمر 2005 للأحزاب الموالية الذي أكد وجوب المباشرة في تغيير جذري لاحتواء الغضب والسخط الشعبيين، إلا أنه، ومنذ ذلك الوقت، لم يتجسد أي مشروع جاد للتغيير على أرض الواقع''، مؤكدا في نفس السياق بأن: ''الأوضاع الاجتماعية زادت سوءا أكثر من ذي قبل، باعتراف النظام نفسه، ولذلك قرر أبناء الشام الأحرار الخروج والتظاهر للمطالبة بإزالة رموز الفساد وكل ما يتعلق بها، لأنه في غياب الحوار بين النظام الحاكم والرأي الآخر من أبناء الشعب والمنظمات الاجتماعية التي تمثله حقا، حدث ما حدث اليوم، كامتداد طبيعي لما يحصل في الدول العربية من الثورات والانتفاضات الشعبية للتغيير، لأن الأمور متشابهة كثيرا بين الدول العربية من جمود الحكام وسعيهم لمزيد من الامتيازات لهم ولطبقات موالية لهم''. وعن حقيقة الأوضاع الجارية في المحافظات السورية، فقال محدثنا: ''ما يتم ترويجه من أخبار الهدوء الذي يسود المناطق، فهذا عار من الصحة، لأن الاحتجاجات الشعبية تشهد تصاعدا يوما بعد يوم، وهذا راجع لعدم جدية الإصلاحات التي أعلن عنها النظام خلال الأيام الفارطة''. وأضاف: ''الأكثر من ذلك أن هذه الوعود غير مقنعة للآخرين، بل حتى السلطة لا تستطيع إقناع نفسها بهذه الإصلاحات التي اعتبرها غالبية الشعب مجرد مساحيق تجميل لا تنفع أبدا، بل هي مهدئات وتأجيل لما هو قادم''.