مراسلات رسمية بلغت وزارة الثقافة وباقي الهيئات ولم تحرك ساكنا كشفت عملية تهديم العديد من المنشآت بمحاذاة مشروع البرج العالي بسطيف، عن وجود الكثير من الآثار في باطن الأرض، لم يتم التنقيب عنها في وقت سابق، ورغم علم السلطات المحلية وحتى وزارة الثقافة بذلك، إلا أن صاحب المشروع لم يعير أي اهتمام لذاكرة المنطقة، وتواصلت عمليات الحفر بعد أن تم نقل تلك الآثار إلى أماكن رمي النفايات خارج المدينة. مشروع البرج العالي الذي كان في الأصل ملكا للصندوق الوطني للتوفير والاحتياط، ظل معطلا لأكثر من 15 سنة كاملة، حيث عرض للبيع عدة مرات وتم شراؤه من طرف شركة ''برومو باتي'' التي يمتلكها مستثمر محلي بقيمة 160 مليار سنتيم بعد تدخل الوزير الأول أحمد أويحيى والهيئة الوطنية للاستثمار، واشترط المستثمر منحه مساحات إضافية داخل حديقة التسلية زيادة على المسبح الوحيد في قلب المدينة الذي تحصل عليه بصيغة الامتياز لمدة 33 سنة قابلة للتجديد. وفور مباشرته لأشغال هدم المسبح بدأت تتضح معالم وجود آثار بالجملة في باطن الأرض منها ما يعود للحقبة البيزنطية ومنها ما يعود للعصر الإسلامي، خاصة ما تعلق منها بالسور الأساسي الذي يحيط بالقلعة البيزنطية المتواجدة في حديقة التسلية بمحاذاة المتحف الوطني للآثار، زيادة على أحجار أثرية هامة كأعمدة من الحجر الكلسي وعدد لا بأس به من التيجان الكورنثية والدورية والإيونية ونقاشات جنائزية ومنها النذرية التي تعود إلى العصر الروماني، وحتى معادن ونقود وقطع ذهبية قديمة لا يمكن أن تنكشف مع عملية الحفر بالآليات الثقيلة. وقد وقفت ''الخبر'' على أشغال الحفر، وتأكدت بأن باقي السور الذي يتكون من أحجار بحجم متر مكعب قد اختفت بشكل مفاجئ دون أن يتحرك أحد، وحسب معلومات أكيدة فإن السلطات البلدية والولائية وحتى جمعيات الحفاظ على الآثار علمت بالأمر عبر مراسلات رسمية وصلت إلى مبنى وزارة الثقافة، لكنها لم تحرك ساكنة، فيما أبدى سكان مدينة سطيف امتعاضهم الشديد من عملية الهدم الممنهج لذاكرة المنطقة، خاصة وأن الكثير من الأبحاث أكدت أن قلب مدينة سطيف ما هو سوى مدينة أثرية باطنية تحتاج إلى التنقيب، رغم أن هناك العديد من المنشآت الإدارية قد شيدت عليها مثل مقر المجلس الشعبي وفندق الهضاب.