القذافي يعيّن وزيرا جديدا للخارجية خلفا للمنشق كوسا تستمر المعارك بين الثوار وقوات القذافي بالبؤر التقليدية للقتال، منذ بدء الثورة، دون تغيير كبير في خريطة مواقع الطرفين المتصارعين، وسط تزايد تذمر الثوار وممثليهم في المجلس الوطني الانتقالي مما يسمونه تخاذل الغرب في نصرة الثوار بمناطق القتال الساخنة. كما هو الشأن في مصراتة القريبة من العاصمة طرابلس، وتشهد هذه المدينة اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل شخصين وجرح 26 شخصا على الأقل، أول أمس، حسب ما كشف عنه الثوار. وفي الشرق، عاد الثوار إلى البريقة بعد انسحابهم منها أول أمس تحت قصف عنيف دفعهم إلى التراجع نحو أجدابيا التي أقام بها الثوار نقاط تفتيش دقيقة لمنع دخول أتباع القذافي إليها. أما في الزاوية، استعادت قوات العقيد الليبي معمر القذافي سيطرتها على المدينة الساحلية الواقعة على بعد خمسين كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس بعد معارك عنيفة مع الثوار. وسيطرت قوات القذافي أيضا على الزوارة، قبل أن تشرع في حملة اعتقالات في حق الثوار. وفي بلدة القلعة بالجبل الغربي أصيب عدد من الثوار في معارك مع الكتائب التي تتمركز بالمنطقة الشمالية الشرقية قرب يفرن، ونفس المشهد المتفجر تكرر في الزنتان بغية السيطرة عليها من طرف كتائب القذافي. أما العاصمة طرابلس التي تعيش هدوءا نسبيا هذه الأيام، فقد شهدت انتشارا كثيفا لقوات الأمن التابعة للقذافي، وأغلقت معظم المدارس أبوابها، وشوهدت طوابير طويلة أمام محطات الوقود. ويشتد القتال على ميناء مصراتة باعتباره شريان الحياة الوحيد للمدينة، فقد هاجمت، أمس، كتائب القذافي الطريق الساحلي من طريق ميناء مصراتة، وحاولت الاستيلاء على مخازن التموين، بينما قصفت طائرات الناتو بصورة مركزة مقر كتيبة حمزة في منطقة الغيران غرب مصراتة على الطريق الساحلي. سياسيا، قرر النظام الليبي تعيين نائب الوزير للشؤون الأوروبية عبد العاطي العبيدي وزيراً للخارجية، خلفاً للوزير المنشق موسى كوسا، الذي أعلن استقالته من منصبه، وغادر إلى العاصمة البريطانية لندن قبل أيام. ويحدث هذا في وقت نفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية في تصريحات صحفية، أمس، ما تردد عن كون مصر ستقوم بتزويد ثوار ليبيا بالسلاح.