استعادت كتائب القذافي زمام المبادرة العسكرية على الأرض، مستفيدة من عامل السيطرة الجوية في ظل غياب أية تقارير عن حصيلة المواجهات العسكرية الجارية في مدن رأس لانوف والزاوية ومصراتة وبن جواد والبريقة. شنت كتائب القذافي هجوما على مدينة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار منذ أسبوعين، ونقلت التقارير الإخبارية أن الكتائب الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي تقدمت باتجاه مدينة مصراتة في محاولة لاستعادتها، مستفيدة من التغطية الجوية التي تضمنها الطائرات العسكرية، وأكدت نفس المصادر أن قوات القذافي التي تقبع على بعد 10 كيلومترات من مدينة مصراتة، تشن هجوما عنيفا على الثوار، وتمكنت من الدخول إلى ضواحي مصراتة، في خطوة أخيرة قبل استعادة السيطرة على المدينة. وقال مراقبون إن سعي القذافي السيطرة على مدينة مصراتة يهدف إلى قطع الطريق على الثوار الذين يعتزمون التوجه إلى مدينة سرت معقل القذافي لتحريرها من كتائبه. ونقلت التقارير أن إمدادات عسكرية شوهدت تتجه صوب مدينة سرت لتعزيز دفاعاتها. وفي مدينة رأس لانوف التي خسرها الثوار، أمس، بسبب القصف الجوي المكثف لطائرات القذافي على مواقع الثوار، تجددت المواجهات المسلحة بين الطرفين، وانسحب الثوار إلى خارج المنطقة النفطية والأحياء السكينة للمدينة. وقال شهود عيان إن الثوار تراجعوا إلى منطقة العقيلة التي تبعد 60 كيلومترا شرق رأس لانوف، وذلك خوفا من إنزال بحري قد تقوم به كتائب القذافي، لكن الثوار تعهدوا باستعادتها في وقت لاحق. وقال اللواء عبد الفتاح يونس، الذي كان وزيرا للداخلية وانشق عن نظام القذافي، إن الثوار يتعهدون بالعودة، اليوم الأحد، إلى رأس لانوف لاستعادتها. وخلفت المواجهات مقتل ستة أشخاص وجرح أكثر من خمسين شخصا في صفوف الثوار، دون ورود تقارير عن حصيلة لضحايا المواجهات العسكرية بين الطرفين. وفي مدينة الزاوية القريبة من العاصمة طرابلس، والتي خسرها الثوار قبل يومين، تمكن الثوار من إبعاد كتائب القذافي عن ميدان الشهداء وسط المدينة، لكنهم لم يتمكنوا من استعادتها من يد كتائب القذافي التي باتت تسيطر على المدينة، ونظمت فيها مظاهرة مؤيدة للقذافي عرض التلفزيون الليبي مشاهد منها. وأجبرت قوات القذافي المشاركين في المسيرة على الهتاف بالإنجليزية ''نحب القذافي''، في رسالة موجهة إلى ممثلي وسائل الإعلام الغربية الذين قادتهم السلطات الليبية إلى المدينة. وذكرت بعض التقارير الواردة من الزاوية أن كتائب القذافي أسرت عددا من جرحى الثوار، واستولت على ذخائر بحوزتهم، وقامت بنبش قبور القتلى منهم. والى الشرق باتت تتجه كتائب القذافي، حيث قصفت طائرة حربية مدينة البريقة، فيما استمر نزوح السكان المدنيين من المناطق القريبة من ساحات القتال باتجاه مدن الشرق التي يسيطر عليها الثوار، وسط تحذيرات من أزمة تموين بالمواد الغذائية والأدوية.