كادت ساحة الشهداء بالعاصمة أمس، أن تتحول إلى مسرح للاشتباكات بين عناصر الدفاع الذاتي ورجال المقاومة ''الباتريوت''، بسبب الخلافات التي طفت إلى السطح وسط المعتصمين، حول من يتكلم باسمهم، والأشخاص الذين سيمثلونهم للتفاوض مع السلطات المعنية حول مطالبهم الاجتماعية. وكانت ساحة الشهداء شهدت صبيحة أمس توافد المئات من رجال المقاومة ''الباتريوت''، وأعوان الدفاع الذاتي المجندين من قبل الدولة في إطار محاربة الإرهاب، قدموا من مختلف ولايات الوطن، للانضمام إلى زملائهم المعتصمين في الساحة منذ الأحد الفارط، بغرض الضغط على السلطات المعنية لفتح ملف هذه الفئة، واستقبال ممثلين عنهم للتفاوض معهم حول مطالبهم الاجتماعية. إلا أن المعتصمين فشلوا في اختيار ممثلين عنهم والناطقين باسمهم، حيث كادت الأمور أن تنفلت عند شروعهم في اختيار مجموعة من الفئتين لتمثلهم ونقل انشغالهم إلى الجهات المعنية، لتؤدي تلك الخلافات إلى حدوث انفصال بين عناصر الدفاع الذاتي ورجال المقاومة، وانقسام المقاومين إلى مجموعتين، وادعاء كل مجموعة بأنها هي الممثلة والناطقة باسم هذه الفئة. ورغم مساعي الصلح التي قام بها البعض، إلا أنهم فشلوا في ذلك لينقسم المحتجون إلى عدة مجموعات، كل واحدة وضعت لائحة مطالب خاصة بها، فمنهم من توجه إلى مجلس الأمة ومنهم من توجه إلى المجلس الشعبي الوطني، ومنهم من انتظر استدعائه من قبل المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، في حين طالب آخرون بتدخل رئيس الجمهورية لتلبية مطالبهم وإصدار مرسوم تنفيذي يعترف بفضل هذه الفئة في إنقاذ الجمهورية، وبالدور الكبير الذي لعبته في محاربة الإرهاب. ورغم كل تلك الخلافات فقد اتفق المحتجون على ضرورة مواصلة اعتصامهم المفتوح في الساحة إلى غاية استجابة السلطات المعنية لمطالبهم.