قضت محكمة الجنايات بالمسيلة بإدانة المتّهمة ''ل.ف'' بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد التي راح ضحيتها زوجها ومعاقبتها بعشر سنوات سجنا، فيما أدينت بنتاها بعام موقوف النفاذ وعام نافذ بعد متابعتهما بجنحة عدم الإبلاغ عن جناية. بدأت تفاصيل الجريمة، حين وردت معلومات لفرقة الدرك الوطني بسيدي عامر مفادها وجود جثة مرمية بالقرب من مسكن أحد الأشخاص الذي يشتغل راعيا للأغنام. وفور تنقل هذه الأخيرة للمعاينة والتعرف على الجثة التي تبين أنها للمسمى ''ب. ب''، إلى ذلك توجهت الشكوك باتجاه زوجة الضحية وأبنائه، والتي بمجرد استجوابها انهارت واعترفت بتفاصيل جريمتها مرجعة الدافع لارتكابها إلى سوء المعاملة التي كانت تتلقاها من زوجها والذي كان يضربها باستمرار. الأمر الذي لم تطق معه البقاء على هذه الحال وقررت أن تنتقم منه بعد أن خططت لقتله، ولم تجد أحسن من فرصة خلوده للنوم لتجهز عليه بقضيب حديدي وقالب إسمنتي على مستوى الرأس أردته قتيلا على الفور، لتقوم بعد ذلك بلف الجثة ببطانية ونقلها بمساعدة بناتها إلى جانب خفي من المنزل، إلى غاية حلول الظلام حيث قامت بجرها باتجاه منزل الراعي في محاولة منها لإبعاد الشكوك عنها، وعادت أدراجها إلى البيت، وطلبت من بناتها التكتم على الأمر ومساعدتها على محو آثار الجريمة؛ حيث قامت بحفر حفرة تحت مزبلة الأغنام وردم الأفرشة والأدوات المستعملة في الجريمة، قبل أن تذهب للخلود إلى النوم وكأن شيئا لم يكن. المتّهمة اعترفت أثناء المحاكمة بارتكابها لجريمتها موضحة أن الضحية كان يعاملها بقسوة، وسبق لها أن رفعت ضده عدة شكاوى دخل في إحداها السجن بتهمة الضرب والجرح العمدي، وتكررت اعتداءاته بسبب أو بدونه. وفي تاريخ الواقعة، قالت انه قام بتجريدها من ثيابها وربطها بسلك معدني وخرج من البيت، قبل أن تتدخل إحدى بناتها لفك قيدها. وهناك قررت التخلص منه. وكان ممثل الحق العام التمس تسليط عقوبة المؤبد في حق الزوجة وخمس سنوات سجنا في حق بنتيها، قبل أن تدخل هيئة المحكمة للمداولة القانونية والنطق بالأحكام المذكورة آنفا بعد إفادة المتّهمات بأقصى ظروف التخفيف.