أكد لنا البروفيسور جون بول فرانفو، اختصاصي في طب الأطفال ورئيس لجنة معالجة داء شلل الأطفال بالجزائر، في تصريح ل''الخبر''، على أهمية اللقاح المضاد للمكورات الرئوية، الذي من شأنه أن يقي صغار السن من الإصابة بالعديد من الأمراض التي قد تكون سببا رئيسيا في موتهم، يتصدّرها داء التهاب السحايا والتهاب الأذن الوسطى. تعرف الجزائر ارتفاعا محسوسا في نسبة وفيات المواليد الجدد، هل لنا أن نعرف عددها والسبب من وراء ذلك؟ صحيح أن الجزائر تسجل عددا كبيرا في وفيات الصغار الذين يموتون سواء في الأربعة أسابيع الأولى التي تلي الولادة أو في الستة أيام الأولى، حيث سجلنا وفاة 19 ألف صغير خلال سنة 2010، توفي منهم 15 ألف طفل خلال الشهر الأول بعد الولادة، و10000 في الأسبوع الأول، لتوزع ال5 آلاف وفاة المتبقية على ال11 شهرا التي تبقت من ذات السنة. وترجع الأسباب لإصابات قلبية وراثية أو تشوّهات خلقية. وماذا عن وفيات الأطفال الذين تجاوزوا السنة الأولى من العمر؟ إن وفيات الأطفال ما دون سن الخامسة وهي كثيرة، عادة ما تتسبب فيها أمراض المكورات الرئوية مثل التهاب السحايا، التهاب الأذن الوسطى وكذا داء التهابات الصدر، الذي يعتبر السبب الرئيسي لوفيات الأطفال في العالم. ونواجه في الجزائر مشاكل في الحصول على المعلومة الخاصة بنمط الجرثومة المسبّبة للوفاة عند هؤلاء الأطفال، لأن كثيرا من أقسام طب الأطفال عبر مختلف الولايات لا يعلنون عن الحالات، وذلك بسبب عدم وجود مخابر مختصة في ذلك، حيث تتولى 10 مخابر فقط على مستوى 48 ولاية ذلك لتبعث بالنتائج لمعهد باستور الجزائر، وهو ما يحول دون تشخيص أسباب وفيات هؤلاء الأطفال، حيث يشار مثلا إلى أن السبب هو داء التهاب السحايا، لكن دون تحديد نمط الجرثومة المسبّبة للوفاة. ويمكن أن نقول إن 30 بالمائة فقط من الحالات تشخّص عندها نوعية الجرثومة، لتبقى 70 بالمائة دون تشخيص. ما هي، حسبكم، الإجراءات الواجب اتخاذها للتحكم في أمراض المكورات الصدرية بالجزائر؟ أول إجراء يجب القيام به هو توفير مخابر قادرة على الكشف عن الجرثومة المسبّبة لهذه الأمراض ومدى حساسيتها للمضادات الحيوية عبر كل ولايات الوطن، على أن يتم إرسال كشوفاتهم لمعهد باستور. وفي هذا المجال، أود الإشارة إلى أن الجراثيم المسبّبة لأمراض المكورات الرئوية تتغير من سنة لأخرى، وهو ما يطرح إشكالية مقاومتها لمختلف أنواع المضادات الحيوية، مما يوجب عدم الإكثار منها، والذي من شأنه أن يقضي على فعاليتها. وأؤكد على أن الطريقة الوقائية الوحيدة من هذه الأمراض متمثلة في إدراج اللقاح المضاد لها ضمن قائمة اللقاحات المعتمدة بالجزائر، وهو ما يمكّننا من معرفة أنواع أنماط ''البنوموكوك'' الموجودة بالجزائر خاصة، علما أن ذات اللقاح اعتمد في أمريكا منذ 10 سنوات وبفرنسا منذ 8 سنوات، وهو ما سمح لهم بتقليص وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.