مبارك يصاب بحالة من التشنج والاكتئاب خوفا من حبسه مع أولاده في سجن طره أكد أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب المصري المحل، خلال التحقيقات، أمس الأول، بشأن قضية الاعتداء على المتظاهرين في الثاني من فبراير، خلال أحداث ثورة 25 يناير، والمعروفة باسم معركة الجمل، أن الرئيس المخلوع، حسني مبارك، سخر من قتل المتظاهرين في هذه الأحداث ومشاهد الاعتداء عليهم من قبل ''البلطجية'' المدفوعين من قبل رجال من الحزب الوطني الحاكم سابقا. وقال سرور، خلال التحقيقات: ''في اليوم التالي لواقعة الجمل، وفى اجتماع موسع حضره كل أركان النظام السابق، وعلى رأسهم الرئيس السابق حسني مبارك، ورئيس الوزراء أحمد شفيق، والوزراء السابقون، ومحمود وجدي وزير الداخلية السابق وعمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق، تناول مبارك ما حدث في ميدان التحرير بكل سخرية وتهكم، سواء قتل المتظاهرين أو الشروع فى القتل''. ووجهت النيابة إلى سرور تهمة الاشتراك والمساعدة مع آخرين من قيادات الحزب الوطني على دفع آلاف من المدنيين المجندين بالأسلحة البيضاء ممن يخدمون النظام السابق، والذين يطلق عليهم محليا ''البلطجية''، بعضهم يمتطي جمالا وخيولا، وضباط وأفراد في الشرطة، للهجوم على المتظاهرين في ميدان التحرير في 2 فيفري الماضي خلال أحداث ثورة 25 يناير المصرية التي أطاحت بنظام مبارك، ما أدى لمقتل العشرات من المعتصمين في الميدان. وهي التهمة ذاتها الموجهة لمبارك والتي دفعت النائب العام لإصدار قرار بحبس مبارك 15 يوما على ذمة التحقيق، أمس الجمعة، والتي أكد الخبراء القانونيون أن مبارك يواجه بسببها عقوبة الإعدام أو على الأقل عقوبة المؤبد. وأفادت التحقيقات التي أعدتها لجنة تقصي الحقائق، المسؤولة عن التحقيق في الاعتداءات التي وقعت خلال الثورة المصرية، ''أن سرور اتفق مع نواب في مجلس الشعب المحل، ومعه جمال مبارك وصفوت الشريف وعائشة عبد الهادي وشريف والي وحبيب العادلي وأحمد عز، واتفقوا جميعا على تجميع عدد كبير من أنصارهما من البلطجية للهجوم على المعتصمين في ميدان التحرير''. كما قالت إن ''الاتفاق الذي جمع بين سرور وعدد من رجال الحزب الوطني المحل، شمل دفع مبالغ تتراوح بين 200 و500 جنيه للخروج في مظاهرات لتأييد الرئيس السابق قبل تنحيه، الأمر الذي دفع هؤلاء البلطجية إلى الهجوم على ميدان التحرير وإطلاق زجاجات المولوتوف، والحجارة على المتظاهرين الذين دافعوا عن أنفسهم، ما أدى إلى سقوط قتلى بينهم''. في الوقت ذاته أكدت مصادر عن إصابة مبارك بحالة اكتئاب خاصة بعد وصول فريق من النيابة مكلف بنقل مبارك من مستشفى شرم الشيخ إلى القاهرة، حيث أكدت المصادر أن الفريق بمجرد دخوله على مبارك أصابته حالة من التشنج العصبي مصحوبة ببكاء وتشبث بالسرير وقال لهم: ''إنتو حتحبسوني''.. فقد تصور أنهم سيحملونه إلى السجن كما حدث مع ولديه علاء وجمال. وانتقلت عدوى البكاء إلى زوجته سوزان وصرخت فيهم: ''كفاية كفاية إنتو حتسجنونا''.. فلم تجد المجموعة مفرا غير أنها تتصل بمسؤولين في القاهرة، وتقرر بعدها أن يبقى مبارك في مكانه حتى يمكن إقناعه بأنه سينتقل من مستشفى مدني إلى مستشفى عسكري. وكان قد جهزت سيارة إسعاف بمعدات العناية الفائقة تقف في انتظار نقل مبارك إلى المطار بعد أن رفضت التعليمات الأمنية نقله بطائرة هليكوبتر. كما قررت النيابة العامة أمس تمديد فترة حبس مبارك 15 يوما إضافية للتحقيق في قضية الاعتداء على المتظاهرين. وفي سياق متصل كشف تقرير لجنة تقصي الحقائق الخاص بالثورة، عن نجاح الثورة في إجهاض عملية التوريث التي كان من المقرر لها أن تبدأ في شهر ماي، حيث كشفت عن اعتزام مبارك نقل سلطة البلاد لنجله جمال يوم 4 ماي، وهو يوم عيد ميلاد مبارك ال,84 وهذا ما أسرّه مبارك للقذافي قبل الثورة بأيام.