إعادة تقييم معاشات قدماء المحاربين الجزائريين 4 مرات سيدخل حيز التنفيذ في جوان صرح السفير الفرنسي بالجزائر، أول أمس ،خلال زيارة قادته إلى وهران، بأن لجنة الخبراء المكلفة بتنظيف مواقع التفجيرات النووية من الإشعاعات في الصحراء تقوم بعملها، ''لكن سرية الملف تمنعني من كشف تفاصيل أكثر''. وتطرق لمسألة رفع معاشات الجزائريين من قدماء الجيش الفرنسي أربع مرات ورصد 70 مليون أورو للعملية. اعتبر السفير الفرنسي، كزافيي دريانكور، خلال كلمة في المركز الثقافي الفرنسي بوهران، بأن ''عملية تعويض ضحايا التفجيرات النووية تسير بصفة عادية ودون تمييز''. لكن ما لم يقله هو أن شرط ''إثبات التواجد بموقع التفجير'' يقصي الجزائريين من التعويض بسبب رفض فرنسا رفع سرية أرشيف التفجيرات وكل المعلومات حول آلاف المشاركين في مواقع رفان وعين إيكر بتمنراست. وتابع الكلمة سفير بريطانيا بالجزائر، مارتن روبرت، الذي زار هو أيضا وهران. وفي رده على سؤال ''الخبر'' حول المعاشات الزهيدة للجزائريين من قدماء الجيش الفرنسي وتقاضيهم 80 أورو شهريا، أكد السفير الفرنسي بأن ''إعادة تقييم المعاشات 4 مرات سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من شهر جوان. وقد تم رصد مبلغ 70 مليون أورو للعملية''. واستهل السفير كلمته أمام جمع غفير من فعاليات المجتمع المدني بوهران، بالترحم على ''أرواح آلاف الجزائريين الذين شاركوا في الحربين العالميتين''، لتدارك الموقف الحرج الذي وضعه فيه السفير البريطاني بمقبرة مرسى الكبير، عندما ترحم على أرواح المحاربين الجزائريين، وهو ما لم يشر إليه السفير الفرنسي في كلمته رغم حضور بعض قدماء الجيش الفرنسي من الجزائريين. ولم تخل كلمة السفير دريانكور من التلميحات للموقف الجزائري إزاء القضية الليبية من خلال إشادته ''بالموقف الفرانكو - بريطاني الموحد تحت غطاء قانوني للتدخل في ليبيا لتفادي وقوع مجازر ضد المدنيين''. للتذكير، تدخل زيارة السفيرين إلى وهران ضمن مساعي التقارب بين البلدين، من خلال ترحم سفير المملكة البريطانية مارتن روبرت لأول مرة بمقبرة مرسى الكبير على أرواح 1297 جندي فرنسي قتلوا خلال غرق الأسطول الفرنسي بكامله في ميناء مرسى الكبير بوهران في 3 جويلية 1940 تحت قصف البحرية البريطانية، بعد رفض نائب الأميرال الفرنسي الموالي لحكومة ''فيشي'' الرضوخ لأمر وضع الأسطول في أحد الموانئ الإنجليزية لتفادي أن يستولي عليها جيش هتلر. وتجسد هذه الحادثة التاريخية إحدى الصفحات غير المشرفة في ماضي حكومة فرنسا ''العميلة'' بقيادة الماريشال بيتان. وللتعبير عن ''فظاعة العملية''، استدل السفير بمقولة الوزير الأول وينستن تشرتشل، الذي كتب في مذكراته: ''كان أصعب وأفظع قرار اتخذته في حياتي''. وعبّر السفير عن حزنه العميق إزاء ''هذا الحدث المؤلم''. في المقابل، لم يتضمن خطاب السفير الفرنسي في المقبرة أية إشارة للضحايا المدنيين من سكان مرسى الكبير خلال قصف الأسطول الفرنسي. وأوضح دريانكور بأن التقارب الفرانكو - البريطاني يكتسي طابعا مغايرا للعلاقات بين الجزائروفرنسا، وطلب تفادي ''المقارنة مع الاعتذار البريطاني''، في محاولة لاستباق أي مطلب جزائري للاعتذار عشية الاحتفال بمجازر الثامن ماي 1945 التي أودت بحياة 45 ألف شهيد.