بعد 55 سنة 19 ماي 1956 ... 19 ماي 2011 لم يعد النشاط الطلابي قوة فاعلة ودافعة تؤثر في مجريات الأحداث الوطنية. وعلى الرغم من ارتفاع نسبة تواجد الطلبة عبر الجامعات الجزائرية، إلا أنهم أصبحوا قوة مشتتة بين التيارات السياسية والأحزاب التي استقطبتهم وأطّرت تحركاتهم بما يخدم هذه الأحزاب لا غير، ولم يعد بإمكانهم المشاركة في صنع المستقبل بعدما شاركوا في صنع التاريخ، كما أنهم غرقوا في المشاكل البيداغوجية والاجتماعية التي أصبحت تطبع الجامعة الجزائرية، وهي الوضعية التي دفعتهم للاحتجاج، تارة للتنديد بسوء المعيشة في الأحياء الجامعية وتارة أخرى للتنديد ب''الضبابية'' التي تكتنف مصيرهم ومستقبلهم الدراسي. وزارة التعليم العالي تعتبر التنظيمات الطلابية ''وجع رأس'' ليس مطلوبا من الطالب أن يفكّر! يرى الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، منذر بوذن، أن الاستقرار عاد تدريجيا إلى الجامعة وشبح السنة البيضاء الذي كان يخيّم عليها قد تلاشى بعودة معظم الطلبة إلى مقاعد الدراسة واجتياز الامتحانات، إلا أن الهدوء، حسب المتحدث، لا يعني نهاية الاحتجاج إذا لم تتدارك الوزارة الوضع خلال المواسم المقبلة بتسطيرها برنامجا خاصا بالطلبة لتوعيتهم وتنويرهم فكريا وسياسيا، بعد أن غيّب هذا الأمر خاصة في العقد الأخير، رغم أن الجامعة كانت تشهد ندوات وملتقيات فكرية ساهمت بشكل كبير في تحضير الطالب الجزائري لكل طارئ قد ينجرّ عن الحركة السياسية داخل الوطن، حيث كانت معظم جامعات الوطن تشهد ندوات يتنقل فيها الطلبة إليها بالآلاف حبا وشغفا للمعرفة والاحتكاك مع زملائه عبر الوطن، مما يعطي دفعا قويا للتواصل الدائم وتبادل الأفكار، إلا أن هذا النهج تغيّر وأصبحت المواعيد الفكرية شبه غائبة، مما أدى إلى ركود فكري وثقافي لم تشهده الجامعة الجزائرية منذ عقود. من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى سياسة الوزارة اتجاه التنظيمات الطلابية التي حاربتها بكل ما أوتيت، ظنا منها أن التنظيم الطلابي يعمل على تحريض الطالب وتلغيمه بأفكار سياسية تدفعه إلى الذهاب نحو الاحتجاجات، والمطالبة بحقوق تراها ليست من حقهم، لأنها تريد من الطالب أن يدخل الجامعة ويخرج منها متلقيا فقط دون أن يتحدث عن أفكاره أو يعبر عن انشغالاته كإطار مسؤول مستقبلا، فكأن التنظيم الطلابي للوزارة حسب بوذن ''وجع رأس''، فأخطأت في استخدام المسكنات والنتيجة، حسبه، ما يحدث اليوم بعد الانتفاضة الواسعة للطلبة، لتحاول الوزارة اليوم استدراك الأمر بالتشاور الدوري مع جميع التنظيمات للوصول إلى الحلول الناجعة للحفاظ على استقرار الجامعة. في رسالة بعث بها أويحيى للطلبة بمناسبة عيد الطالب ''مسؤوليتكم عظيمة وعليكم توسيع مشاركتكم في الإصلاحات'' أكد أحمد أويحيى، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، في رسالته التي بعث بها للطلبة بمناسبة اليوم الوطني للطالب وقرأها نيابة عنه الناطق الرسمي للحزب ميلود شرفي أمس، بجامعة باب الزوار، أن مسؤولية الطلبة في هذه الفترة عظيمة ولاسيما أنهم طليعة الشعب. مشيرا إلى أن الإصلاحات لن تتحقق كاملة من غير مشاركة الطلبة، بينما ندد الأمين العام للاتحاد باستغلال جهات مشبوهة للجامعة مؤخرا لأغراض سياسية. التجمع الاحتفالي الذي نظمه الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين أمس. واحتضنته قاعة المحاضرات بجامعة هواري بومدين. كان شعاره ''شاركنا في صنع التاريخ ونشارك في صنع المستقبل''. وقد اعترف احمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي في رسالته بالدور التاريخي الذي قام به الطلبة الجزائريين إبان الثورة التحريرية، قبل أن يعرّج على المرحلة الراهنة التي تعيشها الجزائر، لا سيما التداعيات السياسية الأخيرة التي طبعتها إعلان الرئيس بوتفليقة عن جملة من القرارات للقيام بإصلاحات. وجاء في الرسالة ''إن الطالب الجزائري مطالب بتوسيع مشاركته في الإصلاحات المعلنة، ذلك أن الإصلاحات هذه لن تتحقق كاملة من غير مشاركة الطلبة''. وأضاف ''إن مسؤوليتكم عظيمة في هذه الفترة وأنتم طليعة هذا الشعب.. والإصلاحات ترفض الخوف والتردد..''. أما الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، فلم يتردد في التنديد بما أسماه استغلال جهات مشبوهة للجامعة مؤخرا، لأغراض سياسية، على خلفية الاحتجاجات التي نظمها الطلبة بقلب العاصمة وعرفتها أيضا جامعات ومعاهد عبر ولايات من الوطن. الحوار مفتاح المستقبل على الوزارة أن تدرك أن رجل المستقبل يبعث من الجامعة من جهته، تحدّث الأمين العام للإتحاد العام للطلابي الحر مصطفى نواسة، عن المأزق الذي وقعت فيه الوزارة التي تسعى حاليا لامتصاص غضب الطلبة بعد موجة الاحتجاجات التي شملت الجامعات والدارس والمعاهد، والسبب، حسبه، هو التضييق الذي مارسته خلال المرحلة الماضية، وعليها اليوم، يضيف نواسة، التخلص من معتقد أن الطالب لا زال تلميذا يتلقى الأوامر فحسب، رغم أنه بعد التحاقه بالجامعة يكون قد دخل مرحلة عمرية جديدة يبدأ من خلالها التحضير إلى خوض الحياة بتبني الأفكار ومعرفة خبايا الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية، مذكرا بما أقدم عليه الطلبة في 1956 عندما انتفضوا والتحقوا بالثورة لإثبات أنه بإمكانهم المشاركة في أي مبادرة تصنع الحدث الوطني، وهو ما حاول التذكير به اليوم الطالب الذي يحتاج خلال المرحلة المقبلة إلى دعم واحتواء من جميع الجهات لتوجيهه نحو الوجهة الأحسن والأسلم لتفادي إقحامه في أي معترك سياسي لاستغلاله في حرب النزاعات. وهو ما ذهب إليه الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة إبراهيم بولقان، الذي طالب بضرورة بعث الحوار ليس مع الوزارة والطلبة فحسب، بل الحوار داخل الجامعة نفسها بين المدراء والطلبة، واللقاءات الدورية التي من شأنها حل المشاكل في وقتها لأن التجاهل يولد التراكم ومن ثمة يترجم كاحتجاج قد يأخذ أبعادا أخرى. داعيا إلى عدم تحزيب الجامعة، في إشارة منه لما حدث خلال المرحلة الماضية التي حاولت فيها بعض الأطراف استغلال الوضع لاستخدام الطلبة كوسيلة ضغط على السلطة، وهو، حسبه، بمثابة درس على الوزارة أن تستفيد منه لفتح فضاءات الحوار والنقاش مع الطلبة، وأن لا تستهين بأدنى مطلب، ومثلما قدّم الطلبة بالأمس تضحياتهم للوطن، هم مستعدون اليوم للتضحية، حسب بولقان، أكثر من أجل افتكاك حقوقهم ومن ثمة افتكاك مكانتهم التي يستحقونها في المجتمع. أدرار تحتضن الاحتفالات الرسمية ليوم الطالب تحتضن ولاية أدرار هذه السنة، فعاليات الاحتفال الرسمي بيوم الطالب، بحضور ممثلين من مختلف الوزارات، ومستشار رئيس الجمهورية الذي سيقرأ رسالة الرئيس التي سيوجهها بالمناسبة إلى الطالب الجزائري. وحسب ما أفادت به وزارة التعليم العالي، فإن التظاهرة ستشهد العديد من الأنشطة الرياضية والفكرية وستتخللها ندوات تاريخية ومعارض تبرز الدور الذي لعبه الطالب خلال الثورة التحريرية، كما سطرت الجامعات الوطنية برنامجا خاصا بالمناسبة ستوضع فيه أكاليل الزهور للترحم على الشهداء، تنظيم ندوات للتذكير بالدور الذي لعبه الطالب في تفعيل الحركة السياسية والفكرية بالجزائر. عشية الاحتفال بيوم الطالب طالبات بتيزي وزو في مسيرة احتجاجية ضد ظروف الإقامة تحت صيحات ''يا للعار يا للعار طالبات مسممات'' خرجت المقيمات بالحي الجامعي للبنات مدوحة بتيزي وزو، صباح أمس، في مسيرة احتجاجية، نددت من خلالها بالوضعية السائدة بذات الإقامة الجامعية التي سجلت أزيد من 300 حالة تسمم، حسبهن، مطالبات بإقالة مدير الحي وضمان الأمن. وكرد فعل على حالات التسمم الغذائي التي شهدها الحي الجامعي للبنات مدوحة بتيزي وزو، الأحد المنصرم، التي تعدى عددهن ال300 حالة، حسب ممثلات الطالبات خرجت المقيمان بذات الإقامة الجامعية إلا شوارع مدينة تيزي وزو للتعبير عن تذمرهن من هذه المشاكل التي تعانين منها. واستنادا لعضوات من لجنة الحي، فإن ما حزّ في نفوس الطالبات هو تقديم لهن وجبة غذائية باردة، عشية أول أمس الثلاثاء، بسبب إضراب عمال المطعم، يتضمن حبات جبن فاسدة، حسب المصدر نفسه، ولحسن الحظ أن عملية توزيع الوجبات الغذائية أشرفت عليها ممثلات الطالبات اللواتي تفطنّ لفساد حبات الجبن المقدّمة لهن. ونددت المحتجات خلال هذه المسيرة التي انطلقت من مقر إقامتهن الجامعية باتجاه مقر الولاية، مرور بالطريق المحاذي لدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، حيث رفعن شعارات ولافتات عبّرنا من خلالها عن سخطهن من المشاكل التي تعيشها المقيمات بهذا الحي الجامعي منها ''سراقين وكذابين ويقولوا حنا مسؤولين''، ''يا للعار يا للعار طالبات مسممات''. كما طالبت المحتجات بإقالة مدير الإقامة وكذا توفير الأمن وسلامة الطالبات بالإقامة الجامعية وتحسين الظروف المعيشية بالحي الجامعي الذي يشكو من جملة من المشاكل. غائبة في كافة التصنيفات الدولية في ترتيب 500 هيئة أول جامعة جزائرية تأتي في المرتبة 3933 في تصنيف شنغاي تكاد تخلو أغلب التصنيفات المعتمدة دوليا من أسماء الجامعات الجزائرية، خاصة في المراتب 100 و200 وحتى 500 الأولى. و سواء تعلق الأمر بالتصنيفات العامة المعتمدة من قبل جامعة شنغاي سنويا أو الجامعات السويسرية، ومع اختلاف المعايير المعتمدة، فإن ترتيب الجامعات الجزائرية يبقى بعيدا جدا عن المستوى العالمي وحتى الإقليمي في العديد من الحالات. واستنادا إلى آخر تصنيف لجامعة شنغاي لسنة 2011 والمعروف تحت تسمية الترتيب الأكاديمي للجامعات في العالم والتي تعتمد ستة معايير رئيسية، هي نوعية التعليم التي تشمل أيضا عدد الحاصلين على نوبل وعلى ميداليات لدى الطلبة وشهادات، ونوعية وسمعة المؤسسة التعليمية لدى الباحثين. وعدد الباحثين المذكورين كثير كمراجع وأيضا النشريات والأعمال الصادرة عن الجامعة وأخيرا حجم المؤسسة الجامعية. ووفقا لهذه المقاييس، فإن أول جامعة جزائرية كانت أبو بكر بلقايد بتلمسان وصنفت في المرتبة 3509 عالميا وفي الرتبة 22 إفريقيا في قائمة سيطرت عليها الجامعات الجنوب افريقية والمصرية وسبقت الجامعات الجزائرية جامعات من كينيا وبوتسوانا وتانزانيا والمغرب وغانا وموزمبيق. وقد جاءت جامعة محمد بوضياف بوهران في الرتبة .25 ونفس الأمر بالنسبة لتصنيف منتدى الجامعات السويسرية التي تصنف 500 جامعة وتغيب الجامعات الجزائرية عنه وتبرز جامعات إيرانية في الترتيب، فضلا عن تصنيف تايمز الجامعي وتصنيف ''كيوأس'' الدولي للجامعات وأخيرا تصنيف ''لايدن'' السويسري . ونفس الأمر ينطبق على تصنيف مواقع الجامعات الجزائرية. فاستنادا الى آخر تقرير خاص صادر بموقع ''ويبوميتريك'' لسنة 2011 والذي يشرف عليه مخبر ''سيبرميتريكس'' وهو مجموعة أبحاث يمتلكه المجلس الأعلى للبحث العلمي، أهم مركز بحث عمومي في اسبانيا، فإن جامعة منتوري بقسنطينة المصنفة أولا في الجزائر، تليها أبو بكر بلقايد بتلمسان وهواري بومدين بالعاصمة، تأتي في المرتبة 19 في إفريقيا و26 في الوطن العربي وفي المرتبة 2664 عالميا، ثم جاءت جامعة أبوبكر بلقايد في المرتبة 3393 عالميا.