انحرف معهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة مولود معمري بتيزي وزو عن مبدأ وواجب التعليم البيداغوجي والأكاديمي ليتحول إلى مكان للصراعات الداخلية، وللممارسة السياسية والتلاعب بمستقبل الطلبة، وتقف وراء هذه التجاوزات أطراف تسعى لتحقيق المصالح الشخصية، حيث أصبحت الصراعات داخل هذا القسم تتفاقم حدتها من يوم لآخر· يحدث هذا بين الإدارة والطلبة، وبين الإدارة وبعض الأستاذة، لتصل الصراعات إلى أوساط الطلبة فيما بينهم· وتأخذ هذه القضية منعرجا خطيرا في ظل غياب مبادرة فعلية من طرف الإدارة لحل هذه المشاكل نهائيا، وهذه الأخيرة اتهمت من طرف الطلبة واللجنة المستقلة للقسم وكذا بعض الأساتذة بالوقوف وراء كل الصراعات القائمة، وكذا وراء جل المشاكل البيداغوجية والتنظيمية والتسييرية التي يشهدها ذات القسم، بما في ذلك سعي أطراف معروفة لاحتكار الإدارة وفرض سيطرتها على الطلبة والأساتذة، وخصوصا تبقى تعمل بكل ما أتيح لها من قوة لكسر اللجنة المستقلة للقسم، وخنق النضال النقابي· يعيش قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة مولود معمري خلال الأسابيع الأخيرة مشاكل لا تحصى وفي كل الجوانب، وتأتي في مقدمتها المشاكل البيداغوجية والتنظيمية والتسييرية والتجاوزات الخطيرة، التي تسببت في شنّ حركات احتجاجية متكررة ومستمرة من طرف الطلبة والأساتذة، وهو الأمر الذي أثر سلبا على السنة الجامعية الجارية، ليجد الطلبة أنفسهم أمام حيرة من أمرهم ويتساءلون إلى أين يتجه قسمهم، ويبدون تخوفا كبيرا من مستقبلهم الدراسي· وقصد معرفة كل الحقائق والخلفيات التي أدت إلى تدهور الأوضاع العامة في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أبت ''الجزائر نيوز'' إلا أن تقوم بتحقيق ميداني ومقابلة كل الأطراف الفاعلة في القضية، وتكشف عن سعي أطراف مسؤولة لعرقلة تحقيق هذا القسم أهدافه المرجوة في التعليم والتكوين في المجال السياسي، وهذا بالنظر للطبيعة السياسية الحساسة التي تشتهر بها منطقة القبائل، علما أن هذا القسم يدرس فيه طلبة ولاية تيزي وزو، بجاية، البويرة وبومرداس، حيث اكتشفنا أن هذا القسم يسير نحو قمة فقدان المعالم البيداغوجية والتعليمية نهائيا بعدما فقد جزءا كبيرا منها، وهذا كونه تحول من قسم من شأنه أن يهتم بالجانب الأكاديمي إلى قسم للممارسات السياسية والبحث عن المصالح الشخصية· المشاكل تبدأ بعدما تجرأت بعض الأطراف مسؤولة على احتكار الإدارة وفرض سيطرتها على القسم اكتشفنا خلال عملنا الميداني أن جل مشاكل قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية ليست حديثة وظهرت للعيان خلال السنة الجامعية الجارية· وحسب تصريحات بعض الأساتذة، فجذور هذه القضية تعود للسنتين الأخيرتين، وخصوصا السنة الجامعية المنصرمة، حيث أجمعوا في شهاداتهم أن هناك مجموعة معينة من المسؤولين في الإدارة وبدعم من فئة قليلة من الأساتذة يسعون لإفراغ القسم من محتواه البيداغوجي، أقدموا على ممارسة ضغوطات إدارية وتسييرية صارمة وحادة في حق بعض المسؤولين والأساتذة والإداريين الذين كانوا يقومون بواجبهم المهني على أحسن وجه، وتسببوا في خلق عدة جماعات صراع داخلية، أدت إلى استقالة بعض المسؤولين والأساتذة من مناصبهم وتحوّلوا إلى الولايات الأخرى· وحسب شهادات بعض الأساتذة الرافضين لهذه التجاوزات، فإن الإدارة حاليا أصبحت محتكرة من فئة لا تريد من قسم العلوم السياسية بتيزي وزو أن يحقق أهدافه البيداغوجية، ويحاولون بكل ما أتيح لهم من قوة لجعل قسم العلوم السياسية صالحا لكل شيء إلا للتعليم والتكوين في المجال السياسي· إفراغ قسم العلوم السياسية من محتواه البيداغوجي والتعليمي وتحويله إلى فضاء لممارسات سياسية أكد طلبة قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن قسمهم يكاد يفرغ كليا من محتواه البيداغوجي، كونه تحوّل مؤخرا إلى فضاء لممارسات سياسية وسعي بعض الأطراف للتأثير على الطلبة وزرع بعض الأفكار والإيديولوجيات السياسية التي تحاول إعطاء صورة إيجابية لأحزاب التحالف الرئاسي ''الأفالان، الأرندي، حمس'' محاولة منها لكسر بعض الأحزاب السياسية التي تسيطر على جامعة مولود معمري على غرار حزب الأفافاس، الأرسيدي وحزب العمال، وأشاروا في هذا الصدد إلى أن هناك فئة من الأساتذة الموالين للإدارة ومعظمهم معروفون بانتمائهم لحزب الأفالان بالرغم من أنهم قلة إلا أنهم أصبحوا لا يهتمون بالبرنامج الدراسي ولا يلقون الدروس في المحاضرات في مجال التعليم السياسي بل أصبحوا يمارسون السياسة مع الطلبة، وهذا ما أكده بعض الأساتذة، الذين اعترفوا بمحاولة إفراغ هؤلاء الأطراف ذات القسم من واجبه البيداغوجي والأكاديمي، هذا في الوقت الذي لا يزال بعض الأساتذة صامدون ويرفعون التحدي، ويقدمون دروسا للطلبة في المستوى بالرغم من الضغوطات الحادة المفروضة عليهم من طرف الإدارة· علامات السداسي الأول لامتحان مادة ''مدخل إلى علم العلاقات الدولية'' تكشف المستور والطلبة ينتفضون لمسنا خلال لقائنا مع طلبة قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بسنواته الأربعة أن حركتهم الاحتجاجية التي قاموا بها، مؤخرا، والمتمثلة في الدخول في إضراب عام عن الدراسة والقيام بمسيرة حاشدة في كلية حسناوة جاءت متأخرة، ولأنهم -حسبهم- كانوا على فوهة بركان منذ عدة أشهر بسبب جل المشاكل المتفاقمة التي يواجهونها في القسم، حيث انتظروا إلى غاية إعلان أستاذ قسم السنة الثانية في مادة ''المدخل إلى علم العلاقات الدولية'' المدعو بلهول نسيم، عن علامات الامتحان، والذي تجرأ على تقديم 193 علامة صفر للطلبة، وأكثر من 200 طالب تحصلوا على علامات تتراوح بين واحد وثلاثة على عشرين، فيما لم يتحصل على معدل فوق عشرة إلا سبعة طلبة فقط، وهو ما اعتبره الطلبة تجاوزات خطيرة تهدد مستقبلهم الدراسي، خصوصا -حسب شهاداتهم- أن الأستاذ لم يقدم أوراق الامتحانات ولم يعلن عن الإجابة النموذجية مثلما تنص عليه القوانين· واعتبروا هذا الأمر القطرة التي أفاضت الكأس، حيث شن الطلبة حركة احتجاجية عارمة انتقدوا فيها بشدة هذه التصرفات التي وصفوها بمحاولة لإفشال الطلبة في شعبة العلوم السياسية، وطرحوا كل المشاكل المتشعبة التي يعيشها القسم منذ السنتين الأخيرتين· الإدارة ترفض الحركة الاحتجاجية التي شنها الطلبة وتلجأ إلى لعبة الكواليس لإثارة البلبلة بين الطلبة لم تتقبل إدارة قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية الحركة الاحتجاجية التي شنها الطلبة، كونهم انتقدوها بشدة وحملّوها مسؤولية تردي الأوضاع العامة بالقسم، هذا بالرغم من أن اللجنة المستقلة للقسم نجحت في طريقة تنظيمها للحركة الاحتجاجية، والتي لم تخرج عن نطاقها القانوني، وهذا بشهادة العديد من الأساتذة الذين اعترفوا بأحقية الطلبة في الاحتجاج قصد وضع حد للتجاوزات التي تحدث في القسم، وبعدما اقتنعت الإدارة أن كل طلبة قسم العلوم السياسية استجابوا لنداء اللجنة المستقلة للقسم وبقوة، بدأت تمارس لعبة الكواليس، وهذا قصد إثارة البلبلة بين الطلبة، وبذلك نقل الصراع القائم بين الإدارة والطلبة إلى صراع فيما بين الطلبة· وحسب المعطيات التي تحصلنا عليها، قامت الإدارة قامت بتكوين فئة من الطلبة المعروفين والمنتمين إلى حزب الأفالان والموالين للإدارة وحرضتهم ضد اللجنة المستقلة للقسم قصد إفشال مخططاتها الاحتجاجية· اجتماع بين لجنة القسم ورئيس جامعة تيزي وزو كاد أن يحل الأمور استقبل رئيس جامعة تيزي وزو ممثلي الطلبة في نفس اليوم الذي تم تنظيم مسيرة حاشدة داخل كلية حسناوة، حيث قدم له أعضاء لجنة القسم لائحة من المطالب تتضمن عدة نقاط على غرار المطالبة بالتكفل الفعلي في المجال البيداغوجي للطلبة، وتجسيد برنامج تعليمي فعال، وطالبوا منهم كذلك ضرورة كف بعض الأساتذة من الممارسة السياسية في المحاضرات والأعمال الموجهة والتركيز على الجانب البيداغوجي والأكاديمي· كما طالبوا كذلك من رئيس الجامعة التدخل العاجل قصد حل مشكل العلامات الكارثية التي تحصل عليها طلبة السنة الثانية في امتحان مادة المدخل إلى علوم العلاقات الدولية، وأسفر الاجتماع عن قبول رئيس قسم العلوم السياسية ونائب رئيس القسم بإلغاء النقاط وإعادة تنظيم امتحان في المادة المذكورة، وهو الخبر الذي أفرح الطلبة وأصدرت اللجنة المستقلة للقسم مباشرة بيانا تدعو فيه الطلبة العودة إلى الدراسة في اليوم الموالي، كونهم حققوا هدفهم الرئيسي· طالب مجهول يسيء بالكتابة الحائطية للأستاذ بلهول نسيم والأساتذة يعلنون عن تجميدهم لكل النشاطات البيداغوجية في الوقت الذي كادت الأمور أن تحل نهائيا والتوقف عن الإضراب، وبالتالي عودة الطلبة للدراسة، حدث عكس ذلك، وهذا بعدما أقدم طالب مجهول على الإساءة للأستاذ المدعو بلهول نسيم بالكتابة الحائطية داخل مدرجات العلوم السياسية وقاعة الأساتذة، الأمر الذي أثار تذمر وسخط الأساتذة، واعتبروا هذه العملية تجاوزا خطيرا تمس بكرامتهم· وقصد الرد على مثل هذه التصرفات المسيئة، عقد بعض الأساتذة اجتماعا يوم الخميس 29 أفريل، وأصدروا بيانا تحصلت ''الجزائرنيوز'' على نسخة منه، وصفه معظم الطلبة وبعض الأساتذة ب ''بيان العار'' كون جاءت فيه بعض الكلمات مسيئة للطلبة وتمس بكرامتهم، حيث أعلن هؤلاء الأساتذة عن تجميدهم الكلي للنشاطات البيداغوجية على مستوى القسم، واتهموا الطلبة في ذات البيان بممارسة تصرفات لا أخلاقية، ولا قانونية، ولا مسؤولة، بالرغم من أن هذه الكتابة الحائطية قام بها طالب واحد فقط، إذ لم يهضم الطلبة هذا البيان واعتبروه تجاوزا خطيرا يقف وراءها -حسبهم- نفس الأطراف التي تريد احتكار قسم العلوم السياسية· وبالرغم من ذلك، أدانت ونددت اللجنة المستقلة للقسم والعديد من الطلبة الكتابة الحائطية وكل من كان وراءها وعبّروا عن مساندتهم لذات الأستاذ، لكنهم أجمعوا أن هذه القضية لا يمكن تعميمها على كل الطلبة، كونها فعل انعزالي لا يمثل الطلبة، وطالبوا الإدارة بفتح تحقيق لاكتشاف الفاعل ومعاقبته· إضراب الأساتذة يدوم خمسة أيام والمشاكل تتأزم والإدارة تطالب اللجنة المستقلة تقديم اعتذار مباشر مقابل العودة للتدريس دام إضراب أساتذة قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، والمتمثل في تجميد كلي للنشاطات البيداغوجية من يوم الخميس من الأسبوع المنصرم إلى غاية أمس، حيث اشترطوا على اللجنة المستقلة للقسم تقديم اعتذارات رسمية حول بعض التصريحات الصحفية التي تناولت وضعية القسم، الأمر الذي رفضه أعضاء اللجنة المستقلة جملة وتفصيلا· لكن الإدارة، ولأجل تجاوز هذه الأزمة، وكسر اللجنة المستقلة، قامت من جديد بلعبة الكواليس، حيث نجحت في تفكيك وتقسيم اللجنة المستقلة· وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن الإدارة استخدمت فئة من الطلبة المنتمين لحزب الأفالان وحزب العمال بتقديم اعتذار للإدارة والأساتذة في اجتماع عقد، أول أمس، حضره أعضاء اللجنة ومسؤولو القسم وبعض الطلبة، في الوقت الذي جدد مجموعة من أعضاء اللجنة المستقلة ومعظم من ينتمون إلى حزب الأفافاس، جددوا رفضهم المطلق لتقديم اعتذار للإدارة بحجة أنهم لم يقوموا بأي تجاوزات في حق الإدارة ولا في حق الأستاذة، وصرحوا أنهم دافعوا عن مصلحة الطلبة والقسم· الإدارة تستنجد بغرباء عن الجامعة للتأثير على الطلبة وتقسيم اللجنة المستقلة ما شد انتباهنا أكثر خلال تواجدنا في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية وكذا خلال حديثنا مع الطلبة، هو طرح العديد منهم تساؤلات كثيرة تتمحور كلها في إقدام الإدارة على الاستنجاد بغرباء عن الجامعة لعرقلة الحركة الاحتجاجية التي شنها الطلبة وكذا لتفكيك وتقسيم اللجنة المستقلة للقسم، حيث اكتشفنا أن هناك طلبة أنهوا دراستهم من قبل ولا تربطهم حاليا أية علاقة مع الجامعة ولا مع الإدارة، إلا أنهم أصبحوا يحضرون يوميا إلى قسم العلوم السياسية ويعقدون اجتماعات متكررة مع رئيس القسم ونائب رئيس القسم بحضور الطلبة، ويأخذون الكلمة بكل حرية· حدث هذا خلال الاجتماع الذي انعقد بقاعة الأساتذة، حيث سمح المسؤولون لأحد الطلبة الذي أنهى دراسته السنة الماضية وينتمي هو الآخر إلى حزب الأفالان سمحوا له بأخذ كلمة لمدة تجاوزت 20 دقيقة، وهو الأمر الذي انتقده بشدة أعضاء اللجنة المستقلة للقسم، واعتبروا ذلك باختراق الإدارة للقانون، بإدراجها لغرباء لإدارة شؤون القسم، لكن الطلبة فهموا خلفيات القضية، وأجمعوا في تصريحاتهم أن حزب الأفالان يريد فرض نفوذه على قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بكل الوسائل اللازمة، ولو كان ذلك باختراق قانون وزارة التعليم العالي والبحث العلمي· أطراف في إدارة قسم العلوم السياسية تروج لفتح فروع المنظمات الطلابية المعتمدة في جامعة مولود معمري لكسر اللجان المستقلة أكد العديد من الطلبة أن أحد المسؤولين بإدارة قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أصبح مؤخرا يروج لفتح فروع على مستوى جامعة مولود معمري للمنظمات الطلابية المعتمدة على غرار الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين والاتحاد العام الطلابي الحر··· وغيرها من المنظمات التي تسيرها أحزاب سياسية معروفة، علما أن جامعة تيزي وزو تعتبر الوحيدة على المستوى الوطني التي لا تتوفر على هذه المنظمات، وتحجج لهم ذات المسؤول بأن الحوار بين الإدارة وممثلي الطلبة المنضوين تحت لواء هذه المنظمات يكون في إطار القانون، ويحقق نتائج إيجابية، لكن طلبة مولود معمري أبدوا رفضهم المطلق لهذه الفكرة التي فسروها بسعي هؤلاء المروجين لكسر النضال النقابي المستقل كون أن اللجان المستقلة هي التي تدافع عن مطالب وحقوق الطلبة على مستوى جامعة مولود معمري· الإدارة متهمة بالفشل والإهمال وتقديم الوعود عبّر العديد من الطلبة عن تذمرهم وسخطهم الشديدين من الوضعية غير المسؤولة التي آلت إليها إدارة قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، حيث اتهموها بسوء التسيير والإهمال وعدم التكفل بانشغالات الطلبة، كما أكد أعضاء اللجنة المستقلة للقسم أن الإدارة تتهرب من تحمّل المسؤولية، وتمتنع عن الاستجابة لمعظم المطالب المرفوعة إليها، مشيرين إلى أنها تقدم فقط الوعود التي سرعان ما تتبخر· وأخطر من ذلك أصبحت تمارس بعض التجاوزات الخطيرة على غرار استغلال فئة من الطلبة الموالين لحزب الأفالان لتقسيم اللجنة المستقلة للقسم كون هذه الأخيرة لا تتفانى في الدفاع عن حقوق الطلبة، والتي أصبحت المصدر الأول والأخير الذي يقلق الإدارة· الإدارة تتهرب من الإدلاء بأي تصريح حول مشاكل القسم وقصد معرفة رأي الإدارة في مختلف المشاكل والقضايا التي يعيشها قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وكذا احتراما للمهنة الصحفية وإلزام مقابلة كل الأطراف الفاعلة والمعنية، قصدنا إدارة القسم ثلاثة أيام على التوالي، إلا أننا لم نتمكن من مقابلة المسؤولين، بحجة غيابهم عن مكاتبهم وعقد اجتماعات متكررة لحل المشكل، وكذا نظرا لانشغالهم بأمورهم الشخصية، لكن ''الجزائر نيوز'' أصرت، أول أمس، على قضاء يوم كامل بالقسم قصد مقابلة رئيس القسم الأستاذ حمداني الوناس، والذي كان في اجتماع مع الطلبة، وبحدود الساعة الثانية زوالا، اتصلنا به هاتفيا، طلب منا الانتظار في مكتبه، وعندما وصل تأسف عن عدم إمكانه بإدلاء بتصريح في الموضوع وتحجج بأنه سيدرس على الثانية والنصف، وأمر من نائب رئيس القسم الأستاذ كاتب أحمد، الإدلاء بتصريح، لكن هذا الأخير رفض هو الآخر التطرق إلى الموضوع واكتفى بالقول إن القسم في وضعية جيدة ولا يعيش مشاكل، وأنه حديث النشأة في تيزي وزو، وأن هناك فئة من الطلبة تقف وراء المشاكل لتعكير الأجواء الدراسية· ورغم إصرارنا على طرح أسئلة عليه، إلا أنه رفض الجواب، واعتذر عن ذلك بحجة أن إحدى الطالبات كانت تنتظره ليؤطرها في مذكرة التخرج· ''الجزائر نيوز'' تجس نبض الطلبة وتكشف كل المشاكل البيداغوجية التي يعيشونها على مستوى القسم اغتنمنا فرصة تواجدنا في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية للحديث مع طلبة مختلف السنوات عن المشاكل التي يواجهونها، وأجمعوا في شهاداتهم أن الجانب البيداغوجي يعاني خللا كبيرا، وأن الوضعية كارثية تتطلب تدخلا عاجلا من طرف الوزارة الوصية لتحسين الوضعية، حيث أكدوا أنه يغيب إلى حد بعيد برنامج دراسي تعليمي فعال، كما أبدوا استياءهم الشديد من سعي بعض الأطراف إلى تسييس قسمهم وإفراغه، مطالبين بضرورة العمل على تحقيق الأهداف البيداغوجية والأكاديمية التي من شأنها أن تساعد الطلبة في مشوارهم الدراسي والمهني، وتجنب كل أنواع السياسات والتلاعبات بالمستقبل الدراسي والمهني للطلبة· نطالب بتحسين نوعية التأطير هذه هي العبارة التي صرح بها العديد من الطلبة، حيث أجمعوا أن التأطير البيداغوجي على مستوى قسمهم يعاني ضعفا كبيرا، وأن معظم الأساتذة متعاقدين، وتفاقمت حدة هذا المشكل -حسبهم- خلال السنة الجامعية الجارية، وأرجعوا سبب ذلك إلى رحيل واستقالة بعض الأساتذة والدكاترة من قسم العلوم السياسية من جامعة مولود معمري بسبب الضغوطات الإدارية الممارسة في حقهم، وكذا بسبب المشاكل التنظيمية والتسييرية التي يتخبط فيها القسم، والتي صنعتها الصراعات الداخلية حول كسب مناصب مسؤولة· وقد أكد الطلبة أن بعض الأساتذة يعتمدون خلال تقديمهم للدروس على طريقة الإملاء وعدم منح الفرصة للطلبة للاستفسار أو مناقشة أي غموض في الدرس، بما في ذلك عدم استخدام مكبرات الصوت داخل المدرجات ما يجد الطلبة صعوبات كبيرة في السماع للأستاذ، وفي هذا الصدد، لم يخف العديد من الطلبة أنهم ينفرون من حضور المحاضرات ويكتفون بالقيام بصور طبق الأصل، خصوصا في مادة التاريخ السياسي للجزائر لطلبة السنة الأولى، ومادة تاريخ العلاقات الدولية لطلبة السنة الثالثة تخصص علاقات دولية، هذا في الوقت الذي ثمن الطلبة طريقة إلقاء دروس أستاذ مادة المنظمات الدولية والإقليمية لطلبة السنة ثالثة تخصص التنظيمات السياسية والإدارية، لأنه -حسبهم- يقوم بالإحاطة شاملة بالموضوع وتقديم تفسيرات وتحليلات كثيرة ويمنح الفرصة للطلبة للاستفسار عن أي غموض· اللغة الإنجليزية خارج اهتمام قسم العلوم السياسية كشف طلبة قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن مادة اللغة الإنجليزية خارج اهتمام قسمهم، ولم تقدم له أية أهمية بالرغم من أن هذه المادة تعتبر رئيسية لهذه الشعبة، حيث أشار الطلبة إلى أنه لا يوجد أي برنامج فعلي في هذه المادة وكل أستاذ له برنامجه الخاص، ويعتمدون بصفة أكثر على الأشياء البسيطة التي ليس لها أي علاقة مع العلوم السياسية والعلاقات الدولية، حيث طالبوا بضرورة إعادة الاعتبار لهذه المادة، وتدريسها مثلما تدرس مختلف المواد الأخرى· أستاذ يمنع طلبة قسم العلوم السياسية من استخدام مراجع الدكتور عامر مصباح وعمار بوحوش في بحوثهم كشف طلبة السنة الثالثة أن أستاذ مادة نظريات العلاقات الدولية المدعو لوراري علي منعهم خلال إنجازهم للبحوث العلمية من استخدام مراجع وكتب كل من الدكتور عمار بوخوش أستاذ وخبير في العلوم السياسية، وكذا الدكتور عامر مصباح أستاذ في العلاقات الدولية، وحذر من إدراج أسمائهم في قائمة الفهرس، وصرح لهم أن مراجع هذين الدكتورين غير نافعة للبحوث العلمية، مستدلا بقوله بعملية النقل الحرفي من مراجع أخرى، وهو الأمر الذي لم يجد له هؤلاء الطلبة أي تفسير، خصوصا وأن هذين الدكتورين يعتمد عليهما كثيرا في إنجاز مذكرات التخرج ورسائل الماجستير، وهذا على المستوى العربي وليس فقط على المستوى الوطني· الملتقيات تقدم على طريقة الأعمال الموجهة مشكل آخر تأسف عنه طلبة قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة مولود معمري، هو الطريقة التي تقدم به الملتقيات، وأكدوا في هذا الصدد أنها تفتقد لكل تقنيات تقديم الملتقيات· وبحسبهم، فإنها مماثلة وصورة طبق الأصل للطريقة التي تقدم بها الأعمال الموجهة، حيث يتم توزيع البحوث على الطلبة منذ بداية السداسي، ويتم عرضها بالطريقة التي يعرض به البحث في الأعمال الموجهة، وأكثر من ذلك، أبدوا استياءهم من غياب النقاش في الملتقيات، علما أن النقاش بين الطلبة والأستاذ هو المبدأ الرئيسي والأساسي في الملتقيات· إلى جانب ذلك، طرح الطلبة مشكل ضعف التأطير في الملتقيات، وحسبهم فإن معظم الأساتذة متعاقدين، ما يصعب على الطلبة تلقين الدروس· نقص المراجع كما ونوعا في المكتبة اعترف الطلبة أنهم يواجهون مشاكل وصعوبات حادة خلال إنجازهم للبحوث العلمية على مستوى قسم العلوم السياسية، وهذا نظرا للنقص النوعي والكمي للمراجع على مستوى مكتبة القسم، وتفتقر خصوصا إلى الكتب التي تتناول المذاهب السياسية والفكر السياسي، وأشار الطلبة إلى أن معظم مواضيع البحوث التي توزع عليهم في الأعمال الموجهة لا توجد في مكتبتهم مراجع تتناول ذات المواضيع، والأمر يزداد حدة لدى طلبة السنة الثالثة والرابعة، لأن معظم الكتب التي تتوفر عليها المكتبة موجهة لطلبة السنتين الأولى والثانية· هذا، وقد ثمن الطلبة نوعية الخدمات المقدمة على مستوى المكتبة، ونوهوا بالمجهودات التي يبذلها أعوان المكتبة بالرغم من افتقار مكتبتهم للكتب والمراجع اللازمة إلا أنهم يبذلون كل مجهوداتهم لمساعدة الطلبة في إنجاز بحوثهم· الطالب مجبر في الامتحانات على إعادة حرفيا ما قدم في الدرس يواجه طلبة قسم العلوم السياسية مشكلا حادا خلال الامتحانات، وهو أن بعض الأساتذة يلزمونهم بإعادة حرفيا ما تم تقديمه لهم خلال الدرس، والالتزام بتعبير الأستاذ، الأمر الذي دفع ببعض الطلبة إلى الاعتماد على عامل الحفظ وليس الفهم، ما يفقدهم من التوسع والتفتح الفكري، وأصبحوا منغلقين على طريقة الحفظ، كما طرحوا كذلك مشكلا آخر، وهو التأخر الكبير لبعض الأساتذة في الإعلان عن علامات الامتحانات، ويقومون بتسليمها دون إرفاقها بالتصحيح النموذجي وجدول التنقيط، وعدم تمكينهم من الإطلاع على أوراق الامتحان· يحدث هذا بالرغم من أن مجلس أخلاقيات وآداب المهنة الجامعية أعد مشروع ميثاق أخلاقيات الجامعة يجبر الأستاذ الالتزام بالنقاط سابقة الذكر·