شن تجار بلدية تيزي وزو، أمس، إضرابا عن العمل شمل جميع أحياء المدينة، استجابة للدعوة التي أطلقتها لجان قرى وبلديات بني دوالة تضامنا مع عائلة الشاب المختطف مراد بيلاك، الذي ما يزال في قبضة الجماعة الإرهابية المسلحة التي قامت، يوم 11 ماي الماضي، باختطاف الضحية على مستوى الطريق الولائي رقم 100 بين مدينة تيزي وزو ومنطقة بني دوالة. خيم، صباح أمس، هدوء شبه تام على شوارع المدينة، وتراجعت وتيرة حركة تنقل المواطنين الذين عادة ما تغص بهم الشوارع، بحيث التزم التجار والحرفيون بمبدإ تنظيم اليوم الاحتجاجي والتضامن مع عائلة الرهينة، الذي لم يتجاوز سنه 18 ربيعا، من خلال إقفالهم أبواب محلاتهم التجارية والخدماتية. وكانت نسبة المشاركة في حركة الإضراب وإحجام التجار عن ممارسة نشاطهم التجاري والحرفي قياسية، وفاقت توقعات عائلة الشاب المختطف. وضمن هذا السياق، أكد شقيق الرهينة، في اتصاله مع ''الخبر''، أنه لم يكن يتصور مثل هذا المستوى من التضامن والتجند للمواطنين ووقوفهم مع عائلته في هذه المحنة، في سبيل الضغط على الخاطفين إلى غاية إطلاق سبيل ابنها وإعادته إلى ذويه سالما معافى، معربا عن امتنانه لكل تجار تيزي وزو الذين ''لم يخيبوا ظن عائلته التي تبحث عن شتى الوسائل الممكنة لاسترجاع ابنها الأصغر دون أن يلحق به أي أذى أو مكروه''. كما تعتزم خلية الأزمة المنصبة لمتابعة تداعيات اختطاف الشاب مراد، القيام بتحركات أخرى قصد الإبقاء على درجة التجند العالية لدى سكان المنطقة، والبحث عن أنجع السبل الكفيلة بزيادة الضغط على الجماعة الخاطفة وإرغام أفرادها على تحرير رهينتهم دون المساس به. ومن بين مساعي الخلية المذكورة، دعوة المنتخبين المحليين لرفع احتجاج عائلة الرهينة إلى السلطات المحلية، كما يعتزمون أيضا مقابلة والي الولاية لطرح هموم سكان المناطق النائية والمعزولة من أجل توفير الحماية لمواطنيها، ووضعهم في منأى عن هذه الاختطافات التي تستهدف الأثرياء وأصحاب المقاولات، بهدف المطالبة بالفدية مقابل تحرير الرهائن. من جهتهم، يسعى سكان عرشي معاتقة ومشطراس إلى ممارسة الضغوط على الإرهابيين الذين قاموا بخطف الرجل المسن والمدعو الحاج علي، بحيث تعرض هو الآخر لاختطاف من قبل جماعة مسلحة اقتادته إلى غابات المنطقة من أجل طلب فدية من عائلته.