خرج أمس المئات من سكان قرى بلدية بني عيسي وعدة بلديات أخرى التابعة لدائرة بني دوالة بولاية تيزي وزو في مسيرة سلمية للضغط على مختطفي الشاب (بيلاك مراد) البالغ من العمر 18 سنة (أخ مقاول)، حيث تحولت المدينة إلى منطقة ميتة دون حركة طيلة يوم كامل، كما تم تنظيم تجمعين شعبيين بكل من بلديتي بني عيسي وبني دوالة، للتعبير عن تضامنهم مع المختطَف وكانت الوقفة التضامنية للسكان بمثابة رسالة واضحة للإرهابيين بأنهم لم تعد تخيفهم التهديدات والضغوطات الممارسة عليهم، حيث لن يرضخوا بعد الآن لابتزازاتهم بعد أن أصبحت بني دوالة منطقة يضرب بها المثل في عدد حالات الاختطاف المسجلة بها. ولقد لقي نداء خلية الأزمة المشكلة مباشرة بعد انتشار خبر اختطاف أحد أبناء قرية اقمون لتنظيم إضراب عام، استجابة قوية من طرف سكان بلديات دائرة بني دوالة وكذا سكان البلديات المجاورة لبني دوالة كمعاتقة، بني زمنزار والقرى التابعة لها وغيرها من المناطق التي شاركت سلميا في الإضراب العام الذي دعت إليه تنسيقية قرى بني عيسي من أجل تحرير ابنهم المختطف منذ أسبوع دون أي مقابل. وقد تحولت مدينة بني عيسي إلى مدينة مهجورة خيم عليها الحزن والظلام بعدما قام التجار بغلق محلاتهم وشل الحركة التجارية والاقتصادية فضلا عن حركة المرور التي كادت تكون منعدمة، كما أغلقت المؤسسات التربوية أبوابها وغلق مقر البلدية، حيث اجتمع المواطنون منذ الساعات الأولى من نهار أمس بوسط المدينة وأخذ عددهم يتزايد بقوة كبيرة، الأمر الذي زاد من قوة وشجاعة عائلة المختطف وخفف عن العبء الثقيل الذي أبت تنسيقية قرى دائرة بني دوالة أن يكون حملا على عائلة المختطف فحسب ودعت إلى تقاسمه معها، حيث أثنى أخ المختطف باسم عائلته في كلمة ألقاها وسط التجمع الشعبي على الوقفة التضامنية التي أحيطت بها عائلته والتي عرفتها كل عائلة وقرية عاشت وضعا مماثلا، على اعتبار أن الكل معرض لأن يكون ضحية اختطاف وفريسة عصابات إجرامية، خاصة وأن ظاهرة الاختطافات المتبوعة بطلب فدية بولاية تيزي وزو أخذت أبعادا خطيرة مؤخرا وتكمن خطورة هذه الاختطافات في كونها تحولت إلى مصدر هام لتموين الإرهاب بالأسلحة والمؤونة بعد عجزه عن تحقيق ذلك في ظل تفكيك قواعده الخلفية وشبكات الدعم والإسناد. من جهتهم قام طلبة جامعة مولود معمري بتجميد دراستهم يوما كاملا للتعبير عن وقفتهم التضامنية مع عائلة المختطف، حيث توقفت أغلب الكليات والمعاهد التابعة لجامعة مولود معمري عن الدراسة. بعد انقضاء مهلة 48 ساعة.. الانتقال إلى المرحلة الحاسمة اجتمع سكان قرى بلدية بني عيسي، بني دوالة، ايت محمود وغيرها من بلديات دائرة بني دوالة بمسقط رأس المختطف قرية اقمون نهاية الأسبوع وتحديدا يوم الجمعة الماضية 13 ماي، لبحث سبل تحرير ابنهم الشاب ''ب.مراد'' المختطف الأربعاء الفارط دون دفع أي فدية. وذكر مصدر محلي من قرية اقمون، انه وبعد انتشار خبر اختطاف مراد بتاريخ 11 ماي 2011 تم إصدار بيان عبر بلديات الولاية لدعوة السكان إلى المشاركة في الاجتماع الذي احتضنته دائرة بني دوالة لدراسة القضية، حيث تم توجيه دعوة لقرى الولاية للانضمام إلى العملية التضامنية مع عائلة الضحية بغية إخلاء سبيل ابنهم، وخرجوا بقرار منح المختطفين مهلة 48 ساعة لإطلاق سراح مراد دون أي مقابل مؤكدين رفضهم الرضوخ والاستسلام مع إلحاحهم على الاستمرار في التضامن إلى غاية فرض الإفراج عن ابنهم المختطف. وبعد انقضاء المهلة دعت تنسيقية قرى بني عيسي وخلية الأزمة إلى تنظيم إضراب عام ومسيرة سليمة لقيت استجابة قوية بخروج المئات من المواطنين الذين أكدوا على مساندتهم لعائلة الرهينة إلى حين عودته سالما معافى. وحسب مصدر محلي من بلدية بني عيسي، فإن السكان قرروا الخروج جماعيا والتوغل في غابات المنطقة في حملة واسعة للبحث عن مراد. وكان مقررا أن يعقد ممثلو قرى بني دوالة اجتماعا طارئا مساء أمس لدراسة المستجدات المحيطة بهذه القضية بعدما اتفقوا على مواصلة حركتهم التضامنية مع الضحية وعائلته إلى غاية إرغام الخاطفين على الإفراج عنه وعودته إلى أهله سالما، كما انه ينتظر تنظيم مسيرة شعبية ببني دوالة هذا الخميس. وأشار نفس المصدر إلى أن السكان عازمون على الوقوف جنبا إلى جنب ورفع التحدي والوقوف في وجه المختطفين للإفراج عن الرهينة مراد المختطف منذ أسبوع وأكدوا استعدادهم لاتخاذ إجراءات أخرى ناجعة في حالة عدم استجابة الجماعة المختطفة لمطلبهم ليبرهنوا عن عزمهم على عدم الرضوخ أوالاستسلام للمختطفين وأنهم سيعملون كل ما في وسعهم من اجل عودة الشاب مراد إلى عائلته التي تعيش أسوأ أيام حياتها بعد غياب ابنها، خاصة وأن المختطفين سبق لهم وأن اتصلوا بعائلة الرهينة في اليوم الثاني من اختطافه وأخبروهم بأنهم سيعاودون الاتصال بعد 10 أيام، وحسب مصدرنا، فإن المختطفين لكم يطلبوا فدية، مؤكدا أن أفراد عائلة بيلاك تعيش أيامها على أحر من الجمر وهي تعد الساعات والدقائق تنتظر سماع رنين الهاتف ومعرفة أخبار ابنها.