من المتأكّد الّذي ينبغي الاعتناء به والحرص عليه، الملازمة للصف الأوّل والمداومة على الوقوف فيه، لقوله عليه الصّلاة والسّلام: ''إنّ الله وملائكته يُصلُّون على الصفوف المقدَّمة'' أخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان، ولقوله عليه الصّلاة والسّلام: ''لو يعلم النّاس ما في الأذان والصف الأوّل، ثم لم يجدوا إلاّ أن يستَهِمُوا عليه لاستهمُوا'' متفق عليه، ومعنى الاستهام: الاقتراع. ويحتاج مَن يقصد الصّلاة في الصف الأوّل لفضله إلى المبادرة قبل ازدحام النّاس، وسبقهم إلى الصف الأوّل، فإنّه مهما تأخّر ثمّ أتى وقد سبقوه ربّما يتخطَّى رقابهم فيؤذيهم، وذلك محظور، ومَن خَشي ذلك فصلاته في غير الصفِّ الأوّل أولى به، ثمّ يلوم نفسه على تأخره حتّى يسبقه الناس إلى أوائل الصفوف، وفي الحديث: ''لا يزال أقوامُ يتأخّرون حتّى يؤخّرهم الله'' أخرجه مسلم والنسائي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.