من الشُّكر تعظيم النّعمة وإن كانت صغيرة، نظرًا لعظمة المنعم بها تبارك وتعالى، ثمّ إنّ للّه على عبده نعمًا كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى، والعبد عاجز عن إحصائها فضلاً عن القيام بشكرها، قال اللّه تعالى: {وإنْ تَعُدُّوا نعمة اللّه لا تُحصوها إنّ اللّه لغفور (...)
من الشُّكر تعظيم النّعمة وإن كانت صغيرة، نظرًا لعظمة المنعم بها تبارك وتعالى، ثمّ إنّ للّه على عبده نعمًا كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى، والعبد عاجز عن إحصائها فضلاً عن القيام بشكرها، قال اللّه تعالى: {وإنْ تَعُدُّوا نعمة اللّه لا تُحصوها إنّ اللّه لغفور (...)
يحتاج المؤمن حاجة شديدة إلى الصّبر عند ورود البلايا من الشّدائد والمصائب، والفاقات والأذيّات، بأن لا يجزع إذا نزل به شيء منها، بل يطمئن ويتوقر، ولا يضيق ولا يتضجّر، ولا يشكو إلى الخلق، بل يرجع إلى اللّه بخشوعه وخضوعه، ودعائه وتضرّعه، ويحسن الظن (...)
يتأكّد على القويّ المُستطيع المبادرة بحجّة الإسلام، ثمّ يستحبّ له بعد ذلك أن لا يترك التطوّع بالحجّ، قال بعض السّلف رحمة اللّه عليهم: ”أقلُّ ذلك أن لا تمر عليه خمسة أعوام إلاّ ويحجّ فيها حَجَّةً”، وقد بلغنا عن اللّه تعالى أنّه قال: ”إنّ عبدًا (...)
حبُّ الجاه والمال وكثرة الحرص عليهما، مذموم جدًّا، قال اللّه تعالى: {تِلكَ الدّارُ الآخرةُ نَجعَلُها للّذين لا يُريدون عُلُوًّا في الأرض ولا فَسادًا والعاقبةُ للمتّقين} القصص:83، وقال تعالى: {يا أيُّها الّذين آمنوا لا تُلْهِكُم أموَالُكم ولا (...)
تدلُّ قِلَّة الرّحمة بالمسلمين والشّفقة عليهم على قساوة القلب، وعلى الفَظاظة والغِلظة، وكلّ ذلك مذموم وقبيح، وقد قال عليه الصّلاة والسّلام : “ارحَم من في الأرض يَرحمك من في السّماء” أخرجه الترمذي من حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما، (...)
على المؤمن أن يجتهد في دفع الرياء عن نفسه، وألا يكون له نيّة ولا قصد في جميع طاعاته وعباداته إلاّ التقرّب إلى اللّه وطلب ثواب الآخرة، فبذلك يَخلص من الرياء، ويسلم من شرّه وبليَّته إن شاء اللّه تعالى. ومهما خاف على نفسه الرّياء فليُخْف أعماله ويفعلها (...)
قال عليه الصّلاة والسّلام: ''لا فضل لأحمر على أسود، ولا لعربي على عجمي إلاّ بتقوى الله، أنتُم من آدم، وآدم من تراب'' أخرجه أحمد من حديث أبي ذر رضي الله عنه. وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''لَيَنْهَيَنَّ أقوام عن الفَخر بآبائهم أو ليكونُنَّ أهونَ على (...)
القلب سيّد الجوارح وملك الأعضاء، وهو معدن العقائد والأخلاق والنيات، المذموم منها والمحمود، ولا سعادة في الدّنيا والآخرة إلاّ إن طهَّره وزكّاه عن القبائح والرذائل، وزيّنه وحلاَّه بالمحاسن والفضائل، قال اللّه تعالى: {ونَفْسٍ ومَا سَوَّاهَا فألْهَمَهَا (...)
من آفات اللّسان شتم المسلم وسبُّه في الوجه، قال صلّى اللّه عليه وسلّم: ''سِبابُ المؤمن فُسوق وقِتاله كفر''، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''المُتَسابان شيطانان يَتهاتران ويتكاذبان''، رواه ابن حبّان وأحمد والبزار والطبراني، وقال عليه الصّلاة والسّلام: (...)
من أعظم آفات اللّسان النّميمة، وهي نقل كلام النّاس بعضهم إلى بعض، يقصد بذلك الإفساد والفتنة بينهم، قال اللّه تعالى: {ولا تُطِعْ كلّ حَلاّفٍ مَهين× همَّاز مشَّار بنَميم} القلم:10-11، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''لا يدخل الجنّة قتّات'' متفق عليه، وهو (...)
اقتطاع أموال المسلمين بالأيمان الفاجرة والشّهادة الزُّور، فذلك من الكبائر، وفيه من الوعيد الشّديد الهائل ما لا يخفى، قال عليه الصّلاة والسّلام: ''مَن اقتَطع مالَ أخيه المسلم بيمين فاجرة فليَتَبَوَّأ مقعده من النّار''، أخرجه الحاكم من حديث الحارث بن (...)
الرِّبا من أكل أموال النّاس بالباطل، وجهات أكل أموال النّاس بالباطل كثيرة، وقد نهى الله عن جميع ذلك بقوله تعالى: {يا أيُّها الّذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينَكم بالباطل ...} النّساء:29.
فمن جهات أكل أموال النّاس بالباطل: جميعُ ما يأخذه السّلاطين (...)
احذَر كلّ الحذر من الغِشِّ والخِداع والتّلبيس، وكتمان عيوب المبيع، فإن ذلك محرم شديد التّحريم، وقد يفسد به البيع من أصله، وقد مرَّ صلّى اللّه عليه وسلّم على رجل يبيع طعامًا فأدخل يده فيه فمسَّت أصابعه بللاً فقال: ''يا صاحب الطّعام ما هذا؟'' فقال: (...)
عليك اجتناب الكذب رأسًا، وقول: أخذته بكذا وأعطيت عليه كذا، ولا أبيع إلاّ بكذا، وأنت في قولك غير صادق فتخسر من حيث ترجو الفائدة، ولا تحلِف بالله على البيع والشراء، ولا تتعوّذ ذلك، فإنّ الدنيا بأسرها أصغر وأحقر من أن يُحْلَف بالله عليها مع الصّدق، (...)
أمّ ورقة بنت عبد اللّه بن الحارث بن عويمر بن نوفل الأنصارية. وقيل: أم ورقة بنت نوفل، وهي مشهورة بكنيتها. وكان الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم يزورها ويسمّيها الشهيدة.
كانت من فضليات نساء عصرها، ومن كرائم نساء المسلمين، أسلمت مع السابقات، ونشأت على حبّ (...)
اعلموا، رحمكم الله، أنّ أكل الحلال يُنوِّر القلب ويُرقِّقُه، ويجلب له الخشية من الله والخشوع لعظمته، وينشِّط الجوارح للعبادة والطاعة، ويزهِّد في الدنيا ويرغِّب في الآخرة، وهو سبب في قبول الأعمال الصّالحة واستجابة الدعاء، كما قال عليه الصّلاة (...)
كان السلف الصّالح، رحمهم الله، يولون العناية التامة البالغة بالورع، ولهم فيه النّظر الدقيق، وحكاياتهم في ذلك مشهورة، وسيرهم فيه معروفة ومذكورة. وقد بلغنا أن ابن سيرين، رحمه الله، اشترى من دهن الزيت حِبَابًا كثيرة بمال كثير، فوجد في واحدة منها فأرة (...)
مَن أراد التورّع والتحرّي وإيثار الحلال، فينبغي له أن يتّصف بالقناعة من الدنيا، وأن يرغب في التقلّل منها، وأن يجانب الإسراف والتوسّع والميل إلى شهواتها، فقد قال السلف الصّالح: الحلال لا يحتمل السّرف. ومن توسَّع وتبسّط في لذّات الدنيا احتاج، لا (...)
اعلموا رحمكم الله أنّ المحرّمات على قسمين:
القسم الأوّل: شيء محرّم في عينه، وذلك كالميتة والدم والخمر، وما يحل أكله من الطير والسباع والحيوانات والحشرات، وهذا القسم لا يحل منه قليل ولا كثير بوجه من الوجوه إلاّ عند الاضطرار، وهو أن يُشرِف الإنسان على (...)
لا ينبغي للإنسان أن يقول: ما بقي في الدنيا من الحلال شيء، يعذر بذلك نفسه في ترك الورع والاحتياط، فإن ذلك قول فاسد. قال الإمام الغزالي: ''الحلال بيِّن والحرام بيِّن''. كما قال عليه الصّلاة والسّلام، وذلك في زمانه عليه الصّلاة والسّلام، وكذلك يكون في (...)
من أنواع الأذكار الكثيرة الخير والبركة، العظيمة الفضل والثواب: الاستغفار والصّلاة على النّبيّ المختار والدعاء.
أما الاستغفار فقال الله عزّ من قائل في فضله: ''وما كان اللهُ ليُعذِّبهم وأنت فيهم وما كان اللهُ مُعذِّيُهم وهم يستغفرون'' الأنفال12، (...)
أخرج الحافظ الهيثمي والبزار، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''إنّ عموداً من نور واقفٌ بين يدي الله، فإذا قال القائل: لا إله إلاّ الله اهتزّ ذلك العمود، فيقول الله تعالى: اسْكُنْ، فيقول: كيف أسكن ولم تغفِر (...)
اختار جماعة من أهل طريقة التصوف الجهر بالذِّكر، ولهم في ذلك طرائق معروفة، واختار آخرون الإسرار به، والجميع على خيرٍ من ربِّهم، وسدادٍ من طرائقهم، رحمهم الله ونفع بهم، ثمّ إنّ أهل هذه الطريقة- أعني طريقة التصوف- لا يعدلون بالذِّكر شيئاً، وعليه (...)