عاش سكان بلدية المقرية بحسين داي، ليلة أول أمس، ليلة بيضاء، بسبب المواجهات التي نشبت بين شبان الحي وقوات الأمن، على خلفية تسليط عقوبة السجن على أنصار فريق النصرية، الذين تم اعتقالهم الأسبوع الماضي خلال اللقاء الكروي الذي جمع فريقهم ضد رائد القبة، مواجهات انتهت بتسجيل جرحى وسط الشبان وقوات الأمن، وتم اعتقال 7 من المحتجين. سارعت المصالح البلدية، صبيحة أمس، لإزالة المتاريس والحجارة التي استعملت لغلق الطريق المؤدي لحي المقرية الشعبي في ليلة ''الغضب'' ضد قرار محكمة حسين داي بتسليط عقوبة السجن لعامين ضد أنصار فريق حسين داي. انطلقت المواجهات حين شرع شبان المقرية في حدود الساعة السادسة من مساء أول أمس، في محاولة تنظيم مسيرة سلمية، غير أنه حين وصولهم لشارع بوجمعة مغني، تم منعهم من السير من قبل رجال الشرطة. وبعد هدوء نسبي، عاود المحتجون غلق الطريق في الليلة. وتجنّبت مصالح الأمن قدر المستطاع التوغل في الحي، لتفادي استفزاز الشبان الذين أقسموا على ألا يهدأ لهم بال حتى يتم إطلاق سراح أصدقائهم. واستمرت المواجهات إلى غاية حدود الساعة الثالثة صباحا، استعملت فيها مصالح الأمن الغازات المسيلة للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد من الشبان بجروح متفاوتة الخطورة، كما تم اعتقال 7 آخرين، فصار إطلاق سراحهم مطلبا جديدا يضاف إلى القديم. وفي حديثنا إلى بعض شبان الحي، قال أحدهم ''لماذا الكيل بمكيالين. في أغلب مثل هذه القضايا، يتم إخلاء سبيل الموقوفين من قبل العدالة لغياب الأدلة المادية، إلا في هذه القضية حدث الاستثناء، لماذا؟ لقد حضرنا جلسة المحاكمة، ولم يتم تقديم أي دليل على تورط هؤلاء في أعمال تخريب، فأغلبهم تلاميذ في الطور النهائي، والبعض الآخر أرباب عائلات، ذنبهم الوحيد أنهم لجأوا لدار الصحافة هروبا من كمين أنصار الفريق الخصم، فاتهموا بتخريب دار الصحافة وحرق سيارات. أي عدالة هذه التي تدين دون أدلة؟''. وخلال تواجدنا في الحي، لاحظنا أعوان أمن بالزي المدني، كانوا في ''حملة ذات منفعة عامة'' لتحسيس الشبان بعدم الانسياق للإشاعة التي راجت حول تنظيم مسيرة عقب صلاة الجمعة، حتى إمام مسجد المقرية حاول تهدئة الأمور. وعدنا مع نهاية صلاة الجمعة، حيث لا حديث إلا عن أحداث الليلة والأنصار الموقوفين.