تجددت احتجاجات المئات من شبان مدينة العلمة بولاية سطيف، مساء أمس، بعد تشييع جنازة الشاب نضال سحاري في مقبرة العلمة، البالغ من العمر 22 سنة، بعد أن دهسته شاحنة تابعة لقوات الشرطة مباشرة بعد نهاية المباراة التي جمعت بين المولودية المحلية وشبيبة بجاية. تجمّعت أعداد معتبرة للمواطنين عند مقر سكن الضحية بحي سبع الحوات، قبل أن تنطلق شرارة الاشتباكات بين المواطنين والشرطة بالقرب من فندق براو والمسبح البلدي، وذلك عندما حاول المئات من الشبان الاقتراب من هذين المركزين، حيث رشق المحتجون رجال الشرطة بالحجارة وأحرقوا الكثير من العجلات المطاطية، وهو ما أجبر عناصر الأمن على استعمال القنابل المسيلة للدموع بغية تفريق هؤلاء المحتجين وإبعادهم عن أي محاولة لتخريب الأملاك العمومية، فيما عمد أصحاب الحافلات الحضرية إلى توقيف نشاطهم، ونفس الشيء حصل مع المئات من التجار الذين أغلقوا محلاتهم وبقوا يحرسونها. كما داهم المحتجون مخزنا للحجوزات تسيّره مصالح الجمارك، وقاموا بنهب آلاف قارورات الخمر المحجوزة. وحاول المئات من المحتجين، عند تمام الساعة السابعة مساء، الاقتراب من المركز الحضري الثاني المتواجد بالقرب من المسرح البلدي، غير أن قوات مكافحة الشغب منعتهم من هذا. وقد شهد بدوره حي ''مازوكا'' حالات اشتباكات كبيرة بين المواطنين وقوات الأمن، وتعرض عدد معتبر من رجال الشرطة إلى مختلف الإصابات، ورغم أن قوات الشرطة استعملت القنابل المسيلة للدموع بكثافة، غير أن المحتجين لم يتوقفوا عن رشقهم بالحجارة ومختلف الآلات الحادة مع تكسير كل ما وجدوه أمامهم. وقبل تشييع جنازة الشاب، قام بعض المحتجين بتكسير الواجهات الزجاجية لمقر البلدية، إضافة إلى تحطيم الأعمدة الكهربائية ومحاولة الاستيلاء على بعض الأجهزة الخاصة بشركتي ''جيزي'' و''موبيليس'' للاتصالات. وقد أكدت عائلة الضحية، الشاب نضال، أنها تطلب من وزارة الداخلية فتح تحقيق حول مقتل ابنها.