من السنن المهمّة المغفول عنها: تسوية الصفوف والتراص فيها، وقد كان عليه الصّلاة والسّلام يتولّى فعل ذلك بنفسه، ويُكثر عليه والأمر به ويقول: ''لتسوّن صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين قلوبكم'' متفق عليه. ويقول: ''إنّي لأرَى الشّياطين تدخل في خَلَل الصفوف'' أخرجه أبو داود والنسائي والبيهقي وابن حبّان من حديث أنس رضي الله عنه وهو حديث حسن. يعني بها الفُرَج الّتي تكون فيها، فيُستحبُّ إلصاق المناكب بالمناكب مع التّسوية، بحيث لا يكون أحد متقدّمًا على أحد، ولا متأخّرًا عنه فذلك هو السُنّة. ويتأكّد الاعتناء بذلك والأمر به من الأئمة، وهم به أولى من غيرهم من المسلمين، فإنهم أعوان على البرّ والتّقوى، قال الله تعالى: {.. وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}المائدة:.2 فعليك بالمبادرة إلى الصف الأول، وعليك برصّ الصفوف وتسويتها ما استطعت، فإنّ هذه سُنّة ميِّتة من سُنن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، مَن أحياها كان معه في الجنّة كما ورد. الإمام عبد الله بن علوي الحدّاد الحسني