تميّزت السهرة الرابعة من المهرجان الوطني للعيساوة، بميلة، بحضور شيخ الطريقة العيساوية في الجزائر، سيدي عبد الكريم الجازولي، الذي لقَي ترحابا كبيرا من طرف الجمهور والفرق المشاركة. وشهدت السهرة تألّق فرق جاءت من عمق الجزائر، وهي فرقة الزاوية القادرية بورفلة، التي قدّمت عروضا موسيقية، صوّرت من خلالها التراث العيساوي الصحراوي، على الطريقة القادرية التي تنتسب إلى عبد القادر الجيلاني، إحدى الطرق الصوفية السنية، وهي العروض التي أثارت إعجاب الحاضرين في القاعة. تلتها الفرقة المحلية العيساوية لولاية ميلة، المعروفة باسم جمعية النور للموسيقى الأندلسية، التي قدّمت وصلات عيساوية لم يستطع الحاضرون تمالك أنفسهم، وأطلقوا العنان لأجسادهم للرقص ب''التهوال''، خاصة الشباب الذين تجاوزت نسبة حضورهم ثمانين بالمائة من مجموع الحاضرين. ولم تكن الفرقة العيساوية التراثية بالمدية بعيدة عن هذا المستوى، حيث قدّمت عروضا غنائية متميزة، ألهبت بها قاعة دار الثقافة ''مبارك الميلي''، في الحفل الذي امتدّ إلى غاية ساعة متأخرة من الليل.
أصداء العيساوة * تكبّد شيخ الطريقة العيساوية في الجزائر، سيدي عبد الكريم الجازولي، الذي فاق عمره الثمانين عاما، مشاق السفر من تلمسان، إلى غاية ميلة، برا، بسبب إضراب موظّفي شركة الطيران، حيث خصّص له والي ميلة سيارة رباعية الدفع من الطراز الرفيع لنقله من أقصى غرب الجزائر، وهو ما أثار إعجاب المنظّمين والمشاركين. * أجمع المشاركون في المهرجان أنهم مجبرون على تقديم أفضل ما لديهم، في حضور شيخهم الكبير عبد الكريم الجازولي، وهي مسؤولية كبيرة على عاتق الفرق المشاركة، كونهم يقدّمون عروضا أمام عميد الطريقة العيساوية في الجزائر، والخطأ غير مقبول تماما.