تتواصل فعاليات الطّبعة السّادسة للمهرجان الوطني الثقافي للعيساوة الذي افتتحت سهرة أول أمس بميلة تحت شعار"العيساوة كمظهر فني للتّصوّف". فقد تميّز حفل الافتتاح لهده التّظاهرة بتقديم استعراضات فلكلورية متنوّعة بساحة دار الثقافة "مبارك الميلي" بمشاركة عدد من الفرق قدمت من مختلف بلديات بولاية قبل أن يجرى تدشين المعرض التّراثي الخاصّ بالعيساوة من حيث الأدبيات والأدوات والأوراد والأذكار والمخطوطات ولوازم تحفيظ القرآن الكريم. كانت سهرة أمس مميّزة بترانيم الإيقاع التّونسي الذي جسّدته فرقة "حضرة رجال تونس" بقيادة الفنان التونسي توفيق الدغماني وقد تجاوب معها الجمهور بكثافة لما أشاعه اللّحن التونسي من بهجة وإمتاع. أمّا السّهرة الافتتاحية فقد تميّزت بالإيقاع المنسجم الذي ألفته ست فرق عيساوية أربع منها من قسنطينة وواحدة من الطّريقة العيساوية للقل (سكيكدة) والأخرى من جمعية القادرية لمدينة عين البيضاء (أم البواقي) وهي ذات التّراث المتميّز في هذا النوع الفني الرّوحاني. وبرز في هذه الحضرة العيساوية الجميلة الفنان عزوز بوعبيد الذي يشرف على جمعية الرشيديةلقسنطينة والتي رأت النّور العام 1997 حسب الفنان الذي أثنى بالمناسبة على ما قدمته الفرق العيساوية بقسنطينة من جهود وعطاءات ساهمت في بقائه واستمرار هذا النوع الفني الذي طالما ارتبط بمدينة الجسور المعلقة مع المالوف القسنطيني. وإلى جانب الرشيدية شاركت في هذه الحضرة من قسنطينة فرقة الحسانية العيساوية وفرقة الحضرة العيساوية والجمعية الصوفية العيساوية كما منح السّهرة نكهة خاصّة بتراث وفنون عاصمة الشرق الجزائري. وأشاد من جهته ممثل عن جمعية القل بذلك التناغم بين الفرق المؤدية رغم اختلافاتها وتياراتها الفنية العديدة وذلك راجع حسبه إلى إجماعها على الانتماء للطريقة العيساوية. ويعود تأسيس الزاوي العيساوية بالقل إلى سنة 1884 ما يجعلها من أقدم الزوايا بالجهة. ولم تنته السهرة دون الاستماع لإيقاع عيساوي هادئ قدمته فرقة مولاي الطيب بالبيض والتي حظيت بإعجاب الكثيرين لمدائحها وأهازيجها الفنية المتزنة والموحية. وأبدى الجمهور الحاضر خلال هذه السّهرة تعطشا لحضور مثل هذه الأنشطة خصوصا مع بداية الصيف لكن الإقبال ينتظر أن يكون أكبر خلال السهرات القادمة التي تعد بالكثير. وتشارك في المهرجان الذي يدوم لغاية 20 جوان الجاري أربعة وعشرون فرقة للفن العيساوي ممثلة لمختلف ولايات الوطن.